التبكير في الدعاية والتحضير

آراء 2021/04/20
...

 سعد العبيدي 
 
بعد التأكد من أن موعد الانتخابات المقبلة قد استقر في العاشر من الشهر العاشر المقبل، شرع البعض من السياسيين للتحرك صوب التحضير الى هذه الانتخابات كل بطريقته الخاصة وحسب امكانياته
المتيسرة. 
وهنا لا بد من القول أن للجميع حق التحرك، لكنه حق يفترض أن يكون مقيداً على وفق السياقات والأعراف الديمقراطية التي تسمح بالتحرك من جهة وتبعاً لضوابط التحرك الصحي التي وضعتها الحكومية في عموم
 البلاد.
 والملاحظ على هذا التحرك الذي حصل أخيراً أنه تحرك وكأنه من النوع المستعجل، المخل بضوابط التباعد الاجتماعي الذي حددته الدوائر الصحية الحكومية للحد من انتشار وباء كورونا الفتاك. إذ تحرك أصحاب كتل توجهوا الى الموصل دعوا شيوخ عشائر لها ومواطنين من أبنائها، جلسوا معهم أقاموا لهم ولائم وتجمعات ثم تصافحوا وقبلوا وتقابلوا من أجل ترطيب الأجواء والتهيئة لكسب أصوات لما بعد ستة أشهر من
 الآن. 
إن هذا التحرك المبكر وفضلا عن مخالفته تعليمات الدولة وضوابطها الصحية، فهو من النواحي النفسية وحسب قوانين الأثر غير مجد لضمان أصوات المستهدفين بعد فترة زمنية تحسب ليست قليلة، يمكن أن تتخللها تحركات لآخرين يقيمون هم أيضاً الدعوات ويمنحون العطايا والهبات، ويقدمون الوعود والمال ويعانقون بمشاعر ود ليست
 صادقة. 
إن التبكير الصحيح في مجاله والأكثر عقلانية هو التحرك لإعداد برامج انتخابية تلائم وضع العراق وظروفه الصعبة، قابلة للتطبيق، وطرح وجوه جديدة لم يثر من حولها لغط ولم تتهم بقضايا فساد، وبعكسه سيبقى المجتمع العراقي يدور في دائرة المحاولة والخطأ يكرر الأساليب ذاتها والأخطاء ذاتها، وتكرار من هذا النوع لا يبني دولة العراق التي يريد أهلها المتعبون بناء لها يليق بماضيهم العريق وحاضرهم
 المشرق.