اعتقال العالم

آراء 2021/04/20
...

 نوزاد حسن
 
يبدو ان العالم كله رهن اعتقال سجان غريب تلاعب باكبر الدول، واجمل العواصم في الدنيا. اذ لم تعد العادات المتداولة في السابق موجودة، القبل التي كانت كتقليد صباحي بين زملاء العمل اختفت، وقبل ان يعلن السجان الجديد قراره باعتقال العالم، كنت انا احد المعارضين لمنهجية القبل اليومية التي تمارس باسلوب روتيني واضح، هذا قبل كورونا، كانوا يقولون عني اني اكره هذه العادة، وجاء السجان الذي لا يرى بالعين المجردة او كما يسمى (كوفيد ــ 19) ليصدق نظريتي التي كان الاخرون يسخرون منها، فجأة توقف كل ذلك النشاط عن الوجود الا ما ندر، ويبدو ان الفرنسيين كما قرأت يعانون من غياب القبل بينهم، وحتى تأتي لحظة الافراج الجماعي او لحظة اطلاق سراح العالم سيتعين الحصول على اللقاح كي نكون على مسافة من الحكم النهائي في قضية العالم.
  لا استطيع التكهن اية دولة ستكون الاولى التي تحصل على قرار الافراج، وتعود الى حياتها الطبيعية، من يستطيع ان يتخيل تلك اللحظة في حياة شعب من الشعوب، بلا شك لن تكون لحظة انتهاء كورونا في دولة من الدول لحظة عادية بل ستكون انتصارا لا يوصف لمعركة المعرفة مع فيروس غامض، وهذا النصر سيكون اشبه بعرس عالمي لان البشرية توحدت لتنجو، وقد تكون النهاية التي وصفها كامو في روايته الطاعون هي ما سنحس به، سنتنفس بعمق ونقول: انتهى الكابوس.
   العالم معتقل، لقد تحولت الدول الى غرف مغلقة، ولكن من كان يتصور ان تقع مثل هذه التجربة العالمية الفريدة بهذه السعة، وهذه الخطورة؟، لست اظن ان هذا كان في حسبان احد، فالعالم الذي اصبح قرية انفصل عن بعضه مع انتشار الفيروس، وتقطعت السبل بين مكان واخر، وصرنا نسمع احاديث عن موجة ثانية وثالثة ورابعة، هذا يعني اننا محاطون من كل جهة، وعلينا ان نكون واعين لخطورة ما يحدث.
 ومع اصرار الجميع للخلاص من هذه الجائحة الا اننا نرى عدم التزام واضح، واهمال لشروط السلامة الصحية، ثم جاء التشكيك الجديد بفعالية اللقاح، واضراره الجانبية على صحة الانسان، وهذا ما يدفع الكثيرين الى العزوف عن اخذ اللقاح، هذا يعني اننا امام مشكلة جديدة بدأت حين رفض من رفض وجود الفيروس وها هم لا يصدقون اللقاح وهو السلاح الوحيد في يد 
العالم كله.