مواجهة الفكر المتطرف بالفن والأدب والثقافة

آراء 2021/04/20
...

 عبد الحليم الرهيمي
                                                           
ان احد الأسباب والدوافع الرئيسة للارهاب وتجنيد المقاتلين والأنصار للجماعات الارهابية هو الفكر المتطرف العنيف، وحتى غير العنيف الذي يوفر بيئة ملائمة للتطرف العنيف، الأمر الذي يتطلب ايلاء اشد الاهتمام والعمل لمواجهته او الحد منه وصولاً الى القضاء عليه. 
ذلك لان هذا الفكر المؤدي للارهاب هو الأداة او الوسيلة العقدية الرئيسة الدافعة لتجنيد والتحاق مقاتلين او اعضاء للجماعات والتنظيمات الارهابية من جهة وفي شد وتقوية قناعات وتمسك عموم اعضاء التنظيم به وتنفيذ اوامر قياداته من جهة ثانية.
واذا كانت المواجهة العسكرية - الامنية المباشرة هي الاداة الرئيسة لمحاربة تلك الجماعات وفي مقدمتها مسلحو (داعش) فإن ثمة وسائل أخرى اضافية لمواجهتها بشكل فعال ومؤثر.
إن واحدة من اهم تلك الوسائل هي توظيف او الاستفادة من الأدب والفن والثقافة بمختلف تعبيراتها كالرواية والقصة والمسرح والموسيقى والرسم التشكيلي والنصب التذكارية والمتاحف والمناطق السياحية والأفلام السينمائية والكتب الثقافية والاجتماعية والسياسية الهادفة... وغير ذلك من التعبيرات، وذلك من خلال الترويج لها والتعريف بها ونشرها على اوسع نطاق بين عامة الناس وخاصة الشباب في المدارس وفي مراكز العمل وخلال الجولات السياحية الشبابية والعامة للمراكز الآثارية والتراثية.
وللتعبير عن اهمية ذلك أكد (منتدى الصويرة لحقوق الانسان) لمؤتمره السنوي الذي عقده في مدينة الصويرة في المغرب عام 2019 بأن المشاركين في تلك الدورة (اجمعوا على ان الثقافة كانت على مدى تاريخ الانسانية في قلب التجاذبات وكل اشكال العنف ولذلك ليس من الغريب ولا من الصدف ان تكون الثقافة هي اول ما يستهدفه الغزاة والمتطرفون..) ولعل ما حصل في العراق من جرائم قامت بها عصابات داعش بتدمير تراثنا واثارنا في الموصل والمناطق التي احتلتها من ارض العراق عام 2014 بتواطؤ بعض القيادات العسكرية والسياسية انذاك، هي احد الأدلة على ذلك.
واذا كان الادب والفن والثقافة بكل تعبيراتها تنطوي على هذه الاهمية في مواجهة الفكر المتطرف ومحاربته، فإن ذلك يتطلب من جميع الجهات المعنية إيلاء أكبر الاهتمامات والمساعي لتوظيفها لحربنا الشاملة ضد الارهاب والارهابيين بمختلف الجماعات 
والتنظيمات.