قاسم موزان
لا شك أن الفيسبوك ذلك العالم الافتراضي الذي شغل العالم ولا يزال العتبة الرئيسة في التواصل الاجتماعي والتراسل ما هو إلا نتاج العقل الانساني الذي استجاب بوعي دقيق لمتطلبات العصر وما بعده لتغيير انماط الحياة المعتادة وجعلها اكثر سهولة من ذي قبل بمرات كثيرة تفوق الخيال
وهذا الانجاز نجم عن مخرجات واقعية أذهلت العالم بعد قيام الثورة المعلوماتية الهائلة التي تجاوزت الأطر التقليدية في الاتصالات وتبادل المعلومات بسرعة فائقة، وصار الكون الارضي بمثابة قرية صغيرة، الفيسبوك عالم افتراضي ساحر جذب الكثير من المتصفحين في العالم بعد أن أصبح في متناول اي شخص في أرجاء المعمورة أن يؤسس لنفسه حسابا خاصا به يتمتع بخصوصية، إلا ان الكثير من المستخدمين استثمر منصات الفيسبوك بأسلوب سمج ومقرف للتراشقات اللفظية والشتم واللعن العلني الذي يبتعد كليا عن حدود الادب واللياقة في طريقة التعامل وبنوايا مسبقة، فهو من خلال حسابه يسوق خطابات معتقة بالكراهية بأشكال شتى باتجاه الاخر المخالف واهانته وتفضيل طائفة على أخرى، واحتكار الحقيقة المطلقة له من دون غيره، وذلك لتفريغ مكنوناته العصابية والعنفية من عقله الباطن المأزوم أصلا لاشعال دائرة صراع بين المكونات العراقية وتـأزيم الوضع الداخلي بقصدية واضحة لتحقيق مآرب خارجية لتفتيت الاواصر الوطنية، ويسعى المتصفحون الى استحداث وسائل عنفية أخرى فرضتها الظروف الراهنة من مهاترات واستعراض بطولات فارغة لكنها مخيفة نتيجة لما يشهده الشارع من اضطراب وفوضى من خلال استخدام الفوائض اللسانية البشعة، فضلا عن تصدير صور قاسية عن وطنه الام والتشكيك بأي منجز قد يتحقق ونشر كل ما يسيء له والتلميح في مقارنة السابق المؤلم بكل ما تحمل حقبته من بشاعات وترميم صورته البشعة مع النظام الديمقراطي الجديد الذي لايخلو من اخطاء جسيمة، ولعل ابشع ما يحدث على مواقع الفيسبوك تأسيس حسابات وهمية باسماء مستعارة او تشكيل جيوش الكترونية مريبة لاستثمار الازمات التي يمر بها المجتمع وخصوصا الاشكالات الامنية او الاقتصادية او الصراعات السياسية، إجادة وتوجيه اصابع الاتهام للحكومة وتقصيرها في حل المشكلات كل هذا وغيره من اجل إيقاع اكبر الخسائر في البنية المجتمعية والاجهاز عليها، كما تلجأ تلك الجيوش الى الاساليب الرخيصة في الابتزاز المادي والتسقيطي. وعادة ما يكون لذلك المتصفح حساب خاص له باسمه الصريح يتحدث عن الفضيلة وسمو الاداب ويدافع عنها بقوة وكأنه مصلح يحمل لواء الاخلاق للمجتمع... إنه الوجه الآخر
الفاضل.