بيروت: جبار عودة الخطاط

 

حثّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقرير سلمه إلى مجلس الأمن الدولي، الزعماء اللبنانيين على تشكيل حكومة “من دون مزيد من التأخير”، مشدداً في الوثيقة التي حصلت “الصباح” على نسخة منها على أنه “حان الوقت ليتحمل الزعماء اللبنانيون مسؤولياتهم ويشكلوا حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات اللازمة لتلبية احتياجات الشعب اللبناني وتطلعاته على وجه السرعة”.

وأضاف أن “الإحباط من الشلل السياسي والأزمة الاقتصادية يتجلى بالفعل في التظاهرات، ويمكن أن يؤدي إلى مزيد من العنف ويهدد استقرار البلاد”.

وعرج غوتيريش على ملف التفجير الكارثي لمرفأ بيروت، مؤكداً أنه “من الأهمية بمكان إجراء تحقيق محايد وشامل وشفاف في انفجار مرفأ بيروت، وفقا لمطالب الشعب اللبناني بالمحاسبة”، كما طالب المسؤول الأممي من جانب آخر إسرائيل بسحب قواتها المنتشرة شمال الخطّ الأزرق الفاصل مع لبنان، و”الوقف الفوري لعمليات التحليق في الأجواء اللبنانية”.

في غضون ذلك، تلقت البلاد صفعة من العيار الثقيل أفقدتها المزيد من توازنها أو ما تبقى منه، تمثلت بالقرار السعودي الذي أعلنته الرياض بمنع دخول الفواكه والخضراوات اللبنانية أو نقلها عبر أراضيها اعتباراً من اليوم الأحد، جراء تهريب المخدرات عبر شحنات المنتجات الزراعية، وهذا القرار سيتسبب بالتأكيد في المزيد من الانهيار الاقتصادي الذي تغولت عوامله ومسبباته. 

القرار السعودي كانت له أصداء واسعة في لبنان وقد حذر الكثيرون أمس السبت من عواقبه الوخيمة وطالبوا بتحرك لبناني فاعل لوقف تداعياته السلبية، فبينما أكدت فعاليات سياسية واقتصادية لبنانية حق الرياض في اتخاذ مثل هذه الخطوة وأن على الجانب اللبناني العمل الجدي من أجل الحد من ظاهرة تهريب المخدرات، التي تسببت بهذا القرار الكارثي، رأى مسؤول لبناني طلب عدم نشر اسمه، أن القرار سياسي في ما يبدو، بينما أشار رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا أبو فيصل أمس السبت الى أنه “‏تبلغنا بأسف قرار السعودية منع دخول أو مرور الصادرات الزراعية اللبنانية لأراضيها، مما يعني خسارة تصدير 50 ألف طن من المنتجات الزراعية وما قيمته 130 مليون دولار سنويا”.

وكانت السعودية قد قررت منع دخول إرساليات الخضراوات والفواكه اللبنانية إليها أو العبور من خلال أراضيها ابتداء من الساعة التاسعة صباحاً من (اليوم) الأحد لحين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذهم الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات تهريب المخدرات الممنهجة ضدها.

وأكدت الرياض أن الگمارك السعودية في ميناء جدة، على ساحل البحر الاحمر، قد تمكنت من إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون بلغت أكثر من (5,3) ملايين حبة، مُخبأة ضمن إرسالية فاكهة “رمان”.