عود ليش كل ما يأتي الصيف، يأتي البلاء ويداهم العراقي من كل مكان بسبب الكهرباء؟.
ألا تكفي مدة سبعة عشر عاما لايجاد حل لهذه المشكلة (الازلية) التي باتت تشبه قضية فلسطين بصعوبتها؟ والمفارقة ان الحكومة وخلية الازمة تطالبان الناس بالمكوث في منازلهم خوفا من الاصابة بعدوى فيروس كورونا، وكأنهم لا يعلمون بان هذه المنازل قد تحولت الى افران او اشبه ما يكون بحمامات ساونة مجانية، حتى ان الكثير منهم اصبحوا يسخرون من على منصات التواصل الاجتماعي من مقولة (خليك بالبيت)، لأن الاخير لم يعد بيتا صالحا للمكوث فيه بالنسبة للكثير من المواطنين، وانما تحول الى مركز لتخفيف الوزن شاء صاحبه أم ابى.
***
عود ليش تعودنا نحن على التدافع والتزاحم في اغلب التقاطعات، وكأن هناك جائزة للسائق الذي لا يترك مجالا لمرور سيارة زميله قبله؟.
هل القضية تتلخص في اننا شعب يحترم الوقت مثلا ، ويؤلمنا ان نضيع ولو ثانية واحدة؟، لكن المشكلة ان هذا الفرض ساقط من اساسه لكون الزحامات المفتعلة من قبل السائقين ستكلفهم ساعة او اقل او اكثر في الظروف العادية .
إذن اين تكمن المشكلة؟، هل العجلة وعدم الروية مركوزة في جيناتنا؟، ام ان هناك مرض نفسي يدفع المرء لتحصيل حقه، لكونه بات يخاف ان يؤكل كل ما يمت بصلة اليه، كما في المرور في هذا الطريق او ذاك؟، وعود ليش لا يوجد اي عالم اجتماع عراقي او نفسي تصدى لتحليل هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر السلبية؟.
***
عود ليش لا يتم ايصال الخدمات الى الاراضي الزراعية التي تحولت الى احياء سكنية كواقع حال، بعد ان استوطنها الكثير من المواطنين الذين سأموا من انتظار توزيع الاراضي بينهم، من قبل مختلف الحكومات الديمقراطية المتعاقبة؟.
هذا الأمر فيه فائدة كبيرة للطرفين، فمن جهة ستصل الكهرباء والماء الى الاهالي، وبهذا ستكون الحياة اسهل بكثير مما كانت عليه، ومن جهة اخرى ستحافظ الحكومة على خطوط الطاقة من التجاوز وايضا ستتمكن من تحصيل الاجور مقابل هاتين الخدمتين، خاصة ان العديد من الرسائل وصلتنا من قبل المواطنين، يناشدون فيها الوزارات المعنية ويبدون استعدادهم لدفع مبالغ مالية مقابل توفير الخدمات، لكونها في كل الاحوال ستكون اقل بكثير من المبالغ التي يدفعونها الى المقاولين لتبليط شوارعهم او مد خطوط الطاقة .