توقعات بانسحاب الجيش الأميركي من سوريا «خلال أسابيع»

قضايا عربية ودولية 2019/02/11
...

بغداد / متابعة الصباح 
 

 في الوقت الذي توقع فيه قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال جوزيف فوتيل، أن تبدأ واشنطن بسحب قواتها البرية من سوريا “خلال أسابيع”؛ تنفيذاً لقرار الرئيس دونالد ترامب، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعا إلى العمل الجاد من أجل دفع العملية السياسية في سوريا قدما وتسوية الأزمات في العالم.
 
انسحاب الجيش الأميركي 
 وسائل اعلام اميركية كانت قد اشارت الى  تصريحات أدلى بها قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال جوزيف فوتيل، الذي يشرف على القوات الأميركية بالشرق الأوسط، في أثناء جولة له بالمنطقة، أتت بعد أيام قليلة من بدء واشنطن سحب معداتها بالفعل من سوريا. 
وقال فوتيل: إن توقيت الانسحاب، “على وجه الدقة”، يتوقف على الوضع في سوريا، مشيراً إلى أن مقاتلين تدعمهم واشنطن شنوا هجوماً نهائياً على جيوب تنظيم “داعش” الارهابي قرب الحدود العراقية.
وسئل عما إذا كان سحب القوات الأميركية، التي يتجاوز عددها 2000 جندي، سيبدأ خلال أيام أو أسابيع، فقال: “ربما أسابيع. لكن مرة أخرى، هذا كله يحدده الوضع على الأرض، أعتقد أننا على المسار الصحيح”.
وأكد فوتيل أنَّ “نقل الأفراد أسهل من نقل العتاد؛ ولذا فإن ما نحاول فعله الآن هو من جديد، نقل المواد والمعدات التي لا نحتاجها”.
وأضاف على صعيد آخر، يتعلق بالقوات الأميركية في العراق، أنها ستبقى ثابتة بشكل عام، مؤكداً ذلك بقوله: “لا نريد بقاء أفراد على الأرض لا نحتاجهم وليست لهم مهمة فعلية”.
يُذكر أن الرئيس الأميركي كان قد أعلن، في كانون الاول الماضي، بدء سحب القوات الأميركية من سوريا وإعادتها إلى الولايات المتحدة، دون تحديد موعد زمني، وهو ما تسبب حينها في استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس.
وأعلن ترامب مؤخراً، أن قوات بلاده في سوريا بدأت بالانسحاب، لافتاً إلى أنها ستذهب إلى العراق بمجرد القضاء على آخر معقل لتنظيم “داعش”، وأن جزءاً منها سيعود إلى دياره في نهاية المطاف.
 
العملية السياسية 
 في سياق اخر، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العمل الجاد من أجل دفع العملية السياسية في سوريا قدما وتسوية الأزمات في العالم.
وخاطب بوتين في احد المؤتمرات الصحفية وفق بيان للمكتب الصحفي للرئاسة الروسية قائلا: “لا يزال ينبغي بذل المزيد من العمل من اجل مواصلة دفع العملية السياسية في سوريا وكذلك من أجل التسوية السياسية الدبلوماسية للأزمات الأخرى”.
وأضاف بوتين “في ظل الوضع الصعب الحالي عندما يتعرض الأمن الدولي وسيادة القانون لاختبار جدي تواجهون مهام مهمة وطموحة” مشددا على وجود حاجة لمزيد من الاهتمام للحفاظ على الاستقرار الستراتيجي نظرا لأن أنظمة الحد من التسلح ومنع الانتشار تواجه الآن تحديات كبيرة”.
وأكد بوتين أن مضاعفة الجهود لتطوير عمليات التكامل الأوراسي وتوسيع العلاقات الخارجية للاتحاد الاقتصادي الأوراسي تشكل إحدى مهام الدبلوماسيين الروس.
وكان الرئيس بوتين أعلن تعليق مشاركة بلاده في معاهدة نزع الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى ردا على الانسحاب الأميركي من المعاهدة مؤكدا أن انسحاب واشنطن لن يبقى دون رد من موسكو.
كما اعتبرت موسكو أن القرار الأميركي بالانسحاب مجرد ذريعة لتوسيع وتطوير البرنامج الصاروخي الأميركي وإطلاق سباق تسلح جديد ترفض الانسياق إليه.
بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمته خلال الاحتفال بيوم الدبلوماسي الروسي أن موسكو “تواصل الإسهام بقسطها في التغلب على الأزمات بما في ذلك في سوريا حيث تم إلى حد كبير تدمير الوجود الأساس للإرهابيين”.
وتشارك روسيا بالحرب على الإرهاب منذ الثلاثين من أيلول عام 2015 بناء على طلب من الدولة السورية دعما لجهود الجيش العربي السوري في محاربة التنظيمات الارهابية.
وأوضح لافروف أن “المطروح على جدول الأعمال اليوم تحقيق تسوية سياسية على أساس قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انعقد في سوتشي قبل ما يزيد على السنة واعادة إعمار البلاد وتوفير الظروف لعودة المهجرين”.
 
عودة المهجرين السوريين
 في السياق نفسه، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم امس الاثنين تصميم بلاده على بذل مزيد من الجهود الدبلوماسية لدفع العملية السياسية في
 سوريا.
وقال لافروف: سنواصل الإسهام في التجاوز السلمي لأزمات كثيرة لا سيما في سوريا وتحقيق تسوية راسخة على أساس قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انعقد في سوتشي قبل نحو عام وإعادة إعمار سوريا وتهيئة الظروف لعودة المهجرين السوريين.
وكان مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري الذي انعقد في مدينة سوتشي الروسية أواخر كانون الثاني من العام الماضي أكد الالتزام الكامل بسيادة واستقلال وسلامة ووحدة سوريا أرضا وشعبا.
 
“لغة الإملاءات”
وشدد لافروف على رفض موسكو “لغة الإملاءات” التي يحاول الغرب استخدامها في علاقاته مع روسيا على الساحة الدولية وقال: للتاريخ دروس لا يجوز نسيانها وكل المحاولات لإرغام موسكو على اتخاذ قراراتها في مجال السياسة الخارجية تحت الضغط محكوم عليها بالفشل.
واستذكر لافروف تصريحات عميد الدبلوماسية الروسية الأسبق يفغيني بريماكوف الذي قال عام 2014 إن “روسيا بلد يدافع عن مصالحه القومية في عالم متعدد الأقطاب وهذا ما لا يروق للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لكن ذاك هو المنطق الموضوعي لحركة التاريخ”.