في معنى الإهمال

آراء 2021/04/28
...

   سعد العبيدي
 
شب حريق في مستشفى ابن الخطيب جنوب بغداد، الزعفرانية يوم 24، حزيران الحالي. حريق من النوع الثقيل تسبب في موت العشرات وتدمير جزء ليس قليلاً من مستشفى تخصصي يحسب واحداً من اثنين لمعالجة جائحة كورونا في بغداد العاصمة الجميلة للبلاد. 
وقيل وقبل الشروع بالتحقيق الرسمي، الذي يحق له القول إن إهمالاً وقع داخل المستشفى تسبب في حدوث الحريق، وحمّلَ البعض من المنتسبين القائلين مسؤولية حدوثه على أحد المرافقين لمريض مقيم في ردهة من ردهات المستشفى. وقد يكون الأمر صحيحا، والاحتمال الأقوى أن يكون صحيحا، لأن انساننا في هذا الزمان والأزمنة التي سبقت هذا الزمان محوره الذات، يدور في المعتاد حول نفسه يحبها مركزاً للنفع والحياة، لا يرى من حوله ذوات أخرى لها الحق مثل حقه في النفع والحياة، ما يهمه فقط تحقيق ذاته بأي حال من الأحوال. 
ومع هذا فالإهمال وارد في السلوك الانساني ونتائجه خسائر وآثار، يتحسب لها المعنيون الفنيون والاداريون لتفادي الخطأ غير العمدي أي الناتج عن الإهمال، لذلك وجدت أجهزة متابعة ورقابة ووجد تفتيش ومنع وعقاب، الذي يتبين في حريق هذا المستشفى التخصصي أنه غير موجود كنوع من الإهمال، تسبب في تعميم سلوك الإهمال، الذي أحدث فعل الحريق وتسبب في كل هذه الخسائر بالأرواح البريئة، وخروج المستشفى أو جزء منها عن الخدمة العلاجية التي تحتاجها البلاد كثيراً في الوقت الراهن، وخسارة أجهزة انعاش رئوي ليس من السهل تأمينها استيراداً في هذا الظرف 
الصعب.
أنه نوع من الإهمال، ولكي لا يستشري في البلاد، ولكي لا تعلق على حاله الأخطاء والتجاوزات، لابد من تشخيص الخلل سريعاً والاعلان عنه صراحة بوضع النقاط على الحروف، حماية لعقل المواطن العراقي الذي عانى 
الكثير.