نوزاد حسن
هذه هي المرة الثالثة التي تضطر فيها الحكومة الى الاعلان عن الحداد العام، كتعبير عن حزن يعم البلاد بأسرها، كانت هناك مناسبتان أعلن فيهما عبد المهدي الحداد، الاولى حين غرقت العبارة في مدينة الموصل وراح ضحية هذا الحادث أكثر من مئة شخص، أما المناسبة الثانية فكانت بعد ثمانية أيام من اشتعال احجاجات تشرين وسقط اكثر من مئة شاب وجرح الالاف منهم، كان ذلك في عام 2019، وها نحن اليوم نجد أنفسنا محاطين بفاجعة جديدة وقعت ليل السبت الماضي في مستشفى ابن الخطيب المختص بمعالجة مرضى كورونا، وكان عدد ضحايا هذا الحادث كما أعلنت وزارة الداخلية 82 مريضا واكثر من مئة جريح.
هل نحن أمام حادث عبثي؟، لا أتمنى أن يفكر أحد بهذه الطريقة، علينا ان نكون واقعيين ونحن نتحدث عن وضع سياسي يقوم على مبدأ المحاصصة، وتقاسم المصالح، والفساد الذي دمر كل شيء بلا استثناء.
حين وقع انفجار مرفأ بيروت في آب من عام 2020 لم اتفاجأ لكني شعرت بضياع أمل الناس في العيش بهدوء، وكنت افكر ان للمحاصصة طرقا تثبت انها موجودة بيننا، وان محاصصتنا المحلية ستعرض نفسها في كل خرق أمني او حريق مبنى، او فاجعة تقع في مستشفى، ولا أظن أن ما حدث في مستشفى ابن الخطيب هو حدث عابر لكنه اشارة جديدة الى ان هناك حوادث قد تقع مستقبلا ان لم تتخذ الاجراءات الكفيلة لضمان حياة الناس في كل مكان.
لقد تعاطف العالم معنا، وابدت دول كثيرة رغبتها في تقديم المساعدة لنا، وما كان لبنان يتلقاه من اتصالات ودعم بعد انفجار مرفأ بيروت تحول الينا بعد مشاهدة العالم لفاجعة مستشفى ابن الخطيب.
سيشاهد العالم ايضا رد الفعل الحكومي الذي ستتخذه الجهات المسؤولة ضد من تسبب بهذه الفاجعة، فهل يكفي سحب ايدي من هم معنيون بالقطاع الصحي ام ستكون هناك نتائج تحقيقية وتوصيات تجعل اهالي الضحايا يشعرون بأن التعامل مع هذه القضية الخطيرة كان مهنيا وصارما انصافا لاهالي الضحايا.
أنا أتساءل هل نحن أمام مشهد درامي بحيث يموت مريض كورونا ويتحول الى جثة متفحمة؟، إنه سيناريو كتبته المحاصصة.