باسم عبد الحميد حمودي
يقوم الدرس الفولوكلوري على مراقبة وتحليل جميع النشاطات الإنسانيَّة الحالية وتطورها عن الأجيال الماضية, لغة وملبساً وعادات وتقاليد ودورة حياة متكاملة.
وينطوي هذا التعريف المبسط للفولوكلور على نوعٍ من الاختزال لـ54 مادة أساسيَّة يجمعها علم الفولوكلور بشكلٍ أولي, ومنها الموسيقى والعقائد وفصول الحياة والتنجيم والملابس وطرق الزراعة والصناعة والريف والأطعمة والنشاطات الاجتماعية المتعدة والبداوة والمدينة في التأسيس وفي تحولاتها الحضريَّة... الخ.
ويعدُّ علم الأثنولوجيا الذي هو علم الأعراق, بتعريف أولي, جزءاً من علم الانثروبولوجي الذي يتعلق بدراسة الظواهر المجتمعيَّة في جميع المجتمعات واكتشاف الصلات الخفيَّة في العادات بين مجتمع وآخر, ذلك أنَّ علم الانثروبولوجي الذي نسميه علم الإنسان, يدرس كل ما يتعلق بهذا الكائن عبر فروعه العلميَّة المتخصصة: (الانثروبولوجيا الطبيعيَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة والتطبيقيَّة الحضاريَّة), ولكل فرع مدياته المرتبطة بالعلوم الأخرى, ذلك الأنثروبولوجيا الطبيعية ترتبط –كمثال – بالعلوم الطبيعية والطبية الأخرى مثل علم وظائف الأعضاء والتشريح والبايولوجيات بوجه عام, كما أن الأنثروبولوجيا الاجتماعية ترتبط بدراسة النظم السياسية للدول والمجتمعات ومجتمعات اللا دولة، فضلاً عن العقائد الاجتماعية مثل الأديان والسلوك الديني والسحري.. الخ.
وتأتي علاقة فرع الاثنولوجيا بوصفه جزءاً من أقسام الانثروبولوجيا الثقافيَّة، ويعني علم دراسة الإنسان كائناً ثقافياً, حيث تدرس الأثنولوجيا الحياة الشعبيَّة وخصائص الشعوب اللغويَّة والسلاليَّة والثقافيَّة, وهي بهذا تقف مع عم الفولوكلور الذي يدرس خصائص الشعوب وذائقتها ومعتقداتها وأطرزة حيواتها ايضا, علاوة على دراسته المستمرة لنظم الحياة وتطورها في المجتمعات الحيويَّة المتحركة والمجتمعات السكونيَّة والمجتمعات المتباعدة حضارياً
وبيئياً.
إننا بذلك نجد ذلك الترابط العملي الأمبريقي بين علم الفولوكلور كأقسام وبين الاثنولوجيا بوصفها علماً لدراسة الإنسان كائناً ثقافياً.
الثقافة هنا لا تعني المهارة الحضاريَّة المتكاملة، بل مستوى المعرفة الاجتماعي الإنساني لكل (عينة) تدرس فولوكلورياً, وبذلك تظهر أهمية الدرس الفولوكلوري في كل بيئة ومكان وزمان.