العمال وصناعة التنمية

آراء 2021/05/01
...

 حسين علي الحمداني
الأول من آيار هو عيد العمال العالمي، هذا اليوم الذي يحتفل به الجميع ونحن في العراق ومنذ سنوات طويلة لا ننسى هذا اليوم بحكم إن أغلبية الشعب العراقي تندرج عليه صفة الطبقة العاملة أو منحدر منها
 
وهذه النقطة بالذات تجعل من هذا العيد بمثابة استذكار لطبقة العمال أينما كانوا وما قدموه من خدمات وتضحيات من أجل تحقيق أهداف كثيرة في مقدمتها التنمية وصناعة المستقبل للأجيال 
المقبلة.
وإذا كان عمال العالم قد نالوا حقوقهم وفق قوانين شرعت لهم فإننا في العراق مازلنا نبحث عن طبقتنا العاملة التي تعاني كثيرا سواء في القطاع الخاص الذي تراجع بدرجة كبيرة جدا، مما جعل الكثير من العمال بلا عمل بعد أن أغلقت الكثير من المعامل أبوابها وتركت السوق العراقية للبضائع المستوردة، وأغلبها يمكن تصنيعها في العراق في ظل وجود الأيدي العاملة والمواد الأولية.
وحتى معامل القطاع العام هي الأخرى تحول عمالها إلى بطالة مقنعة منهم من ارتضى بنصف راتب ومنهم من أحيل للتقاعد، في ما أوصدت تلك المعامل والمصانع أبوابها لأسباب عديدة يأتي في مقدمتها عدم توفر إرادة سياسية لإحياء هذه المعامل والمصانع وعودة إنتاجها في ظل حاجة السوق المحلية لذلك وتقليل المستورد.
لهذا نجد أن يوم الأول من آيار فرصة كبيرة لأن نعيد النظر في الكثير من الأخطاء التي ارتكبت ليس الآن بل هي تراكمية بدأت منذ تسعينيات القرن الماضي عندما تم تحويل كل عمال العراق إلى موظفين، وهذا ما أدى لأبعاد كثيرة أبرزها تجريد العمال من عنوانهم الحقيقي، وهذا ما أدى لعدم أخذ حقوقهم بوصفهم طبقة عاملة مؤثرة في المجتمع وعلى مختلف الأصعدة.
من هنا نجد أن عيد العامل الحقيقي هو ذلك اليوم الذي تدور فيه ماكينات المعامل والمصانع العراقية المنتشرة في أغلب المدن سواء معامل الطابوق أو السمنت أو الحديد والصلب والصناعات الكهربائية وغيرها من الصناعات المهمة، والتي كانت موجودة وتغطي حاجة السوق العراقية بل إن بعضها كان يصدر إلى خارج البلد.
ذلك هو العيد الحقيقي ليس لعمال العراق فقط بل لكل العراقيين المخلصين المحبين لهذا الوطن.