يوم العمال العالمي

آراء 2021/05/01
...

 إياد مهدي عباس 
 
لم تحصل الطبقة العاملة في العالم على ماتستحق من حقوق ورعاية واهتمام بالرغم من دورها الكبير في بناء الحضارات ودورها في التقدم والازدهار الذي تشهده الأمم عبر التاريخ، إذ عانت هذه الطبقة المجاهدة من سطوة الحكومات الرأسمالية والبرجوازية العالمية ورزحت تحت الظلم الاجتماعي وعاشت ازمات عصيبة وأزمات مريرة سجلها التاريخ في سجل هذه الطبقة المكافحة التي كانت تعاني من مشاكل عديدة اهمها الطبقية وطول ساعات العمل وقلة الاجور وغياب القوانين التي توفر لها الحماية الاجتماعية والقانونية..
وعندما نتحدث عن نضال الطبقة العاملة في العالم لا بد لنا ان نستذكر المسيرة الجهادية للحركة العمالية في العراق والتي تزامنت مع تشكيل الحكومة في العهد الملكي مطلع القرن العشرين، ولقد شهدت الساحة العراقية اعتصامات واضرابات عديدة كان أهمها تظاهرات منتسبي نقابة نفط كركوك في الاول من ايلول عام 1946 عندما تم الاحتفال بمناسبة عيد العمال العالمي وانطلق العمال العراقيون حينها للمطالبة بحقوقهم والمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية وضرورة تحسين الظروف المعيشية 
للعمال. 
ولقد عاني العمال العراقيون في زمن النظام السابق من مصادرة روح العمل النقابي، إذ كانت النقابات العمالية واجهة للنظام وعاكسة لافكاره.
وبعد 2003 تعرض العمال الى ظلم كبير من خلال الأزمات التي مرت بها والمشكلات التي تعرضت لها بسبب النظام الاقتصادي الريعي ومشكلات السوق المحلية والاستيراد العشوائي، فضلا عن غياب القوانين والتشريعات التي تحميهم والاهمال الكبير للقطاع الصناعي والزراعي في البلاد.
كل هذه الامور جعلتنا امام مشكلات حقيقية للعمال العراقيين واهمها مشكلة البطالة التي يعاني منها الكثيرون بسبب اهمال القطاع الصناعي وغياب المشاريع الاستثمارية الحقيقية التي تسهم في تشغيل الايدي 
العاملة.
إن الاول من ايار فرصة تتجدد كل عام للمطالبة بحقوق الطبقة العاملة وتطبيق العدالة الاجتماعية ومعالجة المشكلات التي تواجه العمال وبث الروح من جديد في المنظمات النقابية والضغط على الحكومات للبحث في المطالب المشروعة لهذه الشريحة المهمة وتشريع القوانين الكفيلة بذلك ليتمكن العامل العراقي من الحصول على حقوقه والعيش بكرامة في 
وطنه.