قضيناها «سوالف» كتبت علينا

آراء 2021/05/03
...

 حمزة مصطفى
 
أحلى ما في الديمقراطية إنها تضمن لك حرية التعبير. المنتوج الوطني الوحيد, يعني «صنع في العراق» هو الديمقراطية. بموجبها وتطبيقا للمادة 38 من الدستور أنك تملك الحق في أن «تسولف»، نعم «سولف» لا أحد يقول لك على عينك حاجب، بإمكانك أن تقلب بيت الشعر الشهير «مشيناها خطى كتبت علينا» الى «قضيناها سوالف كتبت علينا»، ليس ثمة فرق على الإطلاق طالما إنك لم تخرق 
الدستور. 
تستطيع وبكل شفافية أن «تكعد» أعوج وتحجي إذا عجبك «عدل» أو تستمر «أعوج» أو نص ونص أوحتى ثلثين وثلث، الديمقراطية تمنحك الحق في أن تتعامل مع المثل مثلما يعجبك لا مثلما أطلقه «أهلنا» في سالف الزمان.
في ظل الديمقراطية وجوهرها حرية التعبير تستطيع إنتقاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لأن العراق خارج تصنيف جودة التعليم، وفي ظل الديمقراطية وحرية التعبير تستطيع انتقاد وزير الصحة ومدير صحة الرصافة ومدير الدفاع المدني ومدير مستشفى إبن الخطيب بل حتى ابن الخطيب نفسه. وفي ظل الديمقراطية وحرية التعبير تستطيع أن تدافع عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لأن خروج العراق من جودة التصنيف لا يتحمل معاليه مسؤوليته بل المؤامرات التي توالت على
 العراق.
وفي ظل الديمقراطية تستطيع الدفاع وبلا هوادة عن وزير الصحة ومدير الصحة ومدير الدفاع المدني ومدير المستشفى وابن الخطيب لأن الحريق يقع بين «القضاء والقدر»، وهو ما يعني إمكانية حصوله في «أرقى الأسر», وبين استمرار المؤامرات التي لا نستطيع بسببها أن «نحك شعر راسنا» مع إمكانية توجيه الاتهام الى الأخوة الصلعان الذين ليس لديهم شعر «يحكونه» مما يعني أنهم وحدهم يتحملون
 التقصير. 
في ظل الديمقراطية وحرية التعبير تستطيع أن تنوح وبقربك حمامة. وبإمكانك أن تهنبل مثل عمرو بن كلثوم «الا لايجهلن أحد علينا.. فنجهل فوق جهل الجاهلينا» وبإمكانك أن تفخر مثل المتنبي «أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي» وأن «تاخذلك صفنة» مثل أبي العلاء المعري قبل أن تكتشف قبل كولومبس أن الأذن تعشق قبل العين أحيانا. سوالف الديمقراطية حلوة لأنها تعفيك من بناء مستشفى بيها خير ومدرسة بيها خير وشارع بيه خير و.. بخير بي
 سرجاو.