منهجية الإسلام.. على طاولة الإمام!

آراء 2021/05/03
...

 حسين الذكر
مدعو الوصل بعلي بن ابي طالب كثر على مر الدهور لكن المحمديين نوادر.. لانه لا يمكن لمدع اثبات ذاته الا بالسير والاقتداء بمنهاج (النبي محمد ص) المرسل رحمة للعاملين.. المعلم الأول والأب الروحي والابدي لعلي بن ابي طالب.. ذلك الامام الهمام الذي لا يمكن ان يختزل بطائفة او مذهب او عشيرة او حزب او اتجاه معين .. بعد ان ظل يسطع نوره قرونا وقرونا ... برغم محاولات التشويه..
 
أجمل ما قرأت في حياتي ما قاله الامام:- 
(من نصب نفسه للناس اماما فليبدأ بتعليم نفسه، قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، فمعلم نفسه ومؤدبها أحق بالاجلال من معلم غيره). كما جاء في وصيته لمالك الاشتر عامله على مصر.. (وليكن نظرك في عمارة الأرض قبل نظرك في استجلاب الخراج، فمن طلب الخراج بغير عمارة، خرب البلاد واهلك
 العباد). 
من عجائب القدر ان الأمم المتحدة تعلن اعجابها بحكمة وسياسة الامام.. وتتبنى أقواله وشعاراته في وقت يتخلى عن منهجه واخلاقه بعض القادة والمسؤولين ممن لا يتعلمون من دروس التاريخ ولا يتلفتون الى سيرة هذا الامام العظيم والخير الابدي الوفير..
 
يقول الامام محمد الغزالي: في كتابه (الإسلام والاستبداد السياسي).. 
: (لا أعرف مصلحا ادب رؤساء الدول وكبح جماحهم كما فعل نبي الإسلام محمد ص). من هنا فلا يمكن ان نتلمس نور الإصلاح الا بصلاح القادة الذين لا يمكن لهم هذا السبيل الا عبر العودة الى روح الإسلام وجوهر الرسالة التي نزل بها الوحي على صدر الأمين محمد ص، ورخص في سبيلها كل غال ونفيس.. حتى ذريته الصالحة التي ما زالت تدفع الثمن الى
 اليوم. 
ما أحوجنا للتعلم والبحث عن العلاج الناجع من سيرة النبي المصطفى وذريته الطاهرة لاسيما ونحن نعيش ذكرى شهادة الامام علي بن ابي طالب الذي حاربته قوى الشر والاستبداد هم وبطانة المتزلفين والمتفيهقين والدجالين.. الذين أرادوا ان يطفئوا نور الله وابى الله الا ان يتم نوره.. إذ لا تدبير الا ببناء الانسان .. 
 
قال المفكر الحداثوي شبلي شُمَـيِّل:
(الإمام عليّ بن أبي طالب، عظيم العظماء، نسخة مفردة لم يرَ لها الشرق ولا الغرب صورة طبق الأصل لا قديماً ولا حديثاً). 
واختم كلامي الذي لا قيمة له بعد كلام الله والنبي والصالحين والمفكرين.. بما قاله الباحث الفرنسي البارون كاراديفو في كتاب (مفكّرو الإسلام):
(عليّ هو ذلك البطل الموجَع المتألّم، والفارس الصوفي، والإمام الشهيد، والروح عميقة القرار التي يكمن في مطاويها سرّ العذاب الإلهي).
 
العالم المسيحي ينعى علي بن ابي طالب على لسان المفكر جورج جرداق:-
كلما بي عارض الخطب ألم ….. وصماني من عنا الدهر ألم
رحت اشكو لعلي علتي …….. وعلي ملجأ من كل هم
 
يقول ابن المقفع بنصائحه للحكام: (ان العامة لا تصلح الا بصلاح  الخاصة، والخاصة لا تصلح الا بصلاح امامها).. فيما نحن اليوم كما في الماضي ما زلنا نعاني فساد الخاصة وضياع العامة اثر ميدان مشوه كثر فيه المدعون بقربهم من الامام وهم بعيدون عن سياسته واصلاحه وتضحيته.. بعد الكفر عن الايمان..