داعش ومسألة سد الثغرة

آراء 2021/05/03
...

  سعد العبيدي 
 
لم تكن عصابات داعش بالمعنى الاستخباري قوية بما يكفي لمفاجئة القوات الأمنية وقوات البيشمرگة بفعل إرهابي في أربع محافظات، إذ أنها قد تلقت من القوات الأمنية بعد العام 2016 ضربات أضعفتها في الساحة حداً لم يبقَّ لها الا القليل من القدرات، التي تكفي للتحرك غير الحاسم في ساحة القتال. لكنها ومع ذلك تحركت ونفذت، لوجود أسباب أخرى ساعدت على تحركها وتنفيذها فعل 
الإرهاب: 
فالثغرات الموجودة في الدفاعات المعبأة على الأرض بين القوات الأمنية الحكومية وقوات البيشمرگة، لم تغلق بشكل صحيح يكفي لإيقاف التسلل، وغلقها عمل سياسي وطني لا علاقة له بالجهد العسكري الذي ينفذ التعليمات. 
والمقاتلون من جميع الصنوف سواء في القوات الحكومية الاتحادية أو قوات الإقليم مضى على وجودها في ساحة المعركة تقاتل، ما يزيد على خمسة عشر عاماً متواصلة، قتالاً لم تتلق طواله جرعاً لتخفيف التعب ورفع المعنويات، والقتال المتواصل لفترة طويلة ولأي جيش في العالم، من دون الحصول على جرع متواصلة للمعنويات ستتسبب في تدني مستويات الأداء وزيادة حالة الوهن، التي يستفاد منها العدو في هجماته بالميدان. 
والأكثر من هذا وذاك تأثيراً في قدرات داعش في التحرك، هو عدم اتفاق القوى السياسية بشكل واضح لمسائل تتعلق بصيغ التعامل مع الجهد الدولي الداعم في القتال، وعدم التفاهم على طبيعة العلاقات مع دول الإقليم والدول الكبرى، الأمر الذي ترك بعض الفراغات التي يمكن أن تستغلها داعش للتحرك كأداة دولية لتحقيق مصالح الكبار في ساحة أبقاها عدم التفاهم مضطربة قابلة للاستغلال. 
إن فعل الإرهاب اليوم لا يقهر بالبندقية فقط ولا ينتهي بالشعارات، إنه شكل من أشكال الحرب النفسية التي يحتاج التعامل معها الى حشد جهد الدولة والمجتمع معاً وبشكل كبير.