الانتخابات ومسؤولية الاختيار

آراء 2021/05/04
...

  نوزاد حسن 
 
  يبدو ان الاحزاب السياسية بدأت موسم تحالفاتها وتفاهماتها لخوض معركة الانتخابات القادمة التي ستجرى كما هو محدد لها في تشرين الاول من هذا العام. لقاءات مكثفة، وترشيح اسماء، واستبدال اسماء، وزيارات سياسية الطابع لهذه المحافظة او تلك. عمل دؤوب جدا نتابعه في الفضائيات ونحن نحاول ان نتكهن بما بعد الانتخابات، ومن الذي سيفوز، وشكل الحكومة المقبلة.
 لا أظن ان انتخابات عام 2018 محيت تماما من ذاكرتنا. ما زال الحديث حتى هذه اللحظة يجري عن نسبة مشاركة قليلة مع ما رافق تلك الانتخابات من تزوير اعترفت به اكثر من جهة. ومع ذلك فهناك من يقول ان المشاركة الكبيرة ستغير المعادلة، كما ان البطاقة البايومترية ضمان لعدم حدوث اي تجاوز يربك عملية اقتراع الناخبين.
 هل نحن حيارى؟ هل هناك من يتردد في المشاركة، والذهاب الى يوم التصويت وكأنه ذاهب الى عرس وطني.اتمنى ان يحدث التغيير الحقيقي، وان يكون الاقبال كبيرا وليس كما حدث في السابق. واذا تحقق هذا الامر فسنكون امام مرحلة جديدة تعيد الامل للمواطنين، وتشعرهم بأنهم  يعاقبون المسؤول يوم الاقتراع بحرمانه من الوصول الى قبة البرلمان.
 لست اظن وهذا ما يتفق فيه معي الكثيرون ان الظهور الاعلامي لاي مرشح في اي مكان كفيل بان يقدم له فائدة كبيرة في زيادة اصواته. قد يظن المرشح ما يظن لكن المواطن لديه هواجسه وتساؤلاته الكثيرة. إن أعواما من الفشل في تقديم الخدمات، ومن تطبيق بدعة المحاصصة ستجعل ارادة الناخب صافية جدا وهو يختار من يمثله. انا اتحدث هنا عن مزاج شعبي واجه خيبات سياسية كبيرة، ولا بد من تحويل مسار العملية السياسية القديم الى مسار جديد مختلف كليا.
 كلنا نعرف الارادة العامة للناس. هي ليست وهما. هذه الارادة مهمة جدا ولا بد من التعويل عليها.هي ضمان لنا في ان الصوت الانتخابي لن يكون رصاصة طائشة تطلق هكذا بلا هدف. لو حدث هذا الامر مع ضبط عملية الاقتراع من اي تجاوز سنجد انفسنا امام مشهد آخر. وانا اتساءل كما يتساءل غيري هل هذا ممكن؟ هل سيتحرر المواطن من عملية سياسية رتيبة حدث فيها فساد اهدر الاموال، وترك لنا مشكلات كثيرة ما زلنا نعاني من نتائجها. اذن لنرفض ونحن ننتخب.