«وردة» نجح جماهيرياً وفشل فنياً

الصفحة الاخيرة 2019/02/12
...

مهدي عباس
بعد ان تحدثنا عن الافلام العراقية الثمانية الاولى وهي اثنان مشتركان مع مصر  "ابن الشرق" لابراهيم حلمي و"القاهرة – بغداد" لاحمد بدرخان  واثنان مشتركان مع تركيا  "طاهر وزهرة" و" ارزو وقنبر" وهما للمخرج لطفي عقاد  واربعة افلام عراقية  "علية وعصام" لاندريه شاتان و"ليلى في العراق" لاحمد كامل مرسي و"فتنة وحسن" لحيدر العمر و"ندم" لعيد الخالق السامرائي  نصل الى الفيلم العراقي التاسع في محطات السينما العراقية وهو فيلم ( وردة ) للمخرج العراقي يحيى فائق.  
 و" وردة" هو فيلم عراقي مقتبس عن عمل ادبي عربي معروف، اذ تم اقتباسه عن رواية "يوميات نائب في الأرياف" لتوفيق الحكيم (يذكر ان السينما المصرية اقتبست هذه الرواية في فيلم حمل نفس العنوان اخرجه حلمي حليم عام 1969 ومثل فيه احمد عبد الحليم وراوية) 
  لم يلتزم سيناريو الفيلم بأحداث الرواية بشكل كامل، لكنه اخذ بعضا من حكاياتها التي تقع في الريف، اذ ترتبط وردة الفتاة الجميلة صاحبة الصوت العذب بعلاقة حب مع الشاب راشد، لكن خنجر الشرير يخرب هذه العلاقة من خلال الوشايات والأكاذيب، مما يؤدى إلى ترك وردة لراشد وزواجها من أحد الأثرياء، وعلى الرغم من ذلك تظل علاقة الحب تراود الحبيبين حتى موت الزوج، إثر اصابته بمرض عضال فيعودان لبعضهما ويتزوجان.
الفيلم ذو طابع موسيقي ومثلت فيه المطربة هيفاء حسين، التي تعد واحدة من أجمل الاصوات النسائية العراقية، حيث كررت التجربة في فيلم "ارحموني"(1958) وهو واحد من انجح الافلام العراقية امام الموسيقار الكبير رضا علي.  
وشهد الجمهور عرض فيلم "وردة" لأول مرة في 20 شباط من عام 1957، حيث حقق نجاحا جماهيريا جيدا، وشارك في التمثيل، بالإضافة الى هيفاء حسين كل من خالد البارودي وقدري الرومي،وعبدالمنعم الدروبي، وفوزي محسن الأمين و فائزة محمد ويحيى فائق وفائزة حسني وعبد السلام الجنابي واسماعيل الجنابي، فيما كتب حوار الفيلم صفاء مصطفى، ووضع السيناريو له واخرجه يحيى فائق ، وادار تصويره الفنان كريم مجيد، واشرف على هندسة الصوت داود السامرائي،  والماكياج ليوسف سلمان،  ووضع الالحان والموسيقى التصويرية له منير بشير ولحن اغانيه احمد الخليل ورضا علي،  وانتجته شركة "افلام العراق الحديث" . 
 ولد المخرج والممثل السينمائي والمسرحي، في 6 شباط من عام 1913، وعمل مساعد مخرج في فلم "عليا وعصام"، حيث حصل على التدريب الكافي، فاخرج في بداية الخمسينيات أول فيلم عراقي ملون بعنوان "العتبات المقدسة"، كما عرف بريادته في اخراج الأفلام الوثائقية في الخمسينيات و ستينيات القرن الماضي، و" وردة" هو الفيلم الراوائي الطويل الوحيد، الذي اخرجه كما كان الوحيد الذي أدار تصويره كريم مجيد,
وفيلم ( وردة ) من الافلام المفقودة في تاريخ السينما العراقية وقد بحثنا عنه كثيرا في ايام خميس الفيلم العراقي في التسعينيات ولم نعثر على اية نسخة منه.