أحمد حسين
شهد العام 2021 تزايداً ملحوظاً في عدد الهجمات التي شنتها عصابات داعش الإرهابية في العديد من المحافظات والمناطق، وهو أمر متوقع، فداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية لا تعنيها الخسائر البشرية والمادية التي تتكبدها بقدر ما تعول بشكل كبير على الخسائر المعنوية
وفي هذا الجانب لا خلاف على أن تلك العصابات تلقت صفعات مهينة حتى يمكننا القول إنها سُحقت معنوياً، لذا كان لا بد لها من محاولات انتقامية لاسترداد شيء من الاعتبار أمام عناصرها ومؤيديها والمتعاطفين معها.
بعض العمليات والهجمات التي نفذها إرهابيو داعش ليست بالجديدة لكنها لم تكن متوقعة على ما أعتقد، وبالأخص من حيث التوزيع الجغرافي ونوعية الأسلحة، وعلى سبيل المثال، ما شهده يوم الجمعة الماضي، إذ هاجمت عصابات داعش قوات الشرطة الاتحادية، والجيش، والحشد الشعبي، والبيشمركة، في الأنبار وديالى وصلاح الدين وكركوك وأربيل، هجمات في خمس محافظات بالوقت نفسه تدل على أمرين، أحدهما أن العصابات الداعشية تحاول إرسال رسالة مفادها أنها عادت بقوة ولديها الإمكانية العسكرية والبشرية والمالية على استعادة دورها الخطير، وهي رسالة معنوية واضحة، والأمر الآخر أنها تلقت بالفعل دعماً جديداً، خاصة وأنها استخدمت قذائف حديثة غير مستخدمة سابقاً.
الأمر الآخر في النشاط الأخير لعصابات داعش يشير إلى أن القوات الأمنية كانت تنفذ عمليات في مخابئ ومناطق وأراضٍ غادرتها خلايا داعش، والملاذات التي عثرت عليها القوات وتعلن عنها بشكل شبه يومي منذ أيام كانت بالأساس مهجورة بعد أن بدأت عمليات التمشيط قبل عدة أشهر، من ثم من الضروري أن تتجه أنظار القيادات الأمنية إلى ملاذات أخرى لم تكن ضمن الخارطة الجغرافية للانتشار والتواجد
الإرهابي.
من الواجب أيضاً إعادة النظر بالقوات الماسكة للأراضي المطهرة، إذا يبدو أن هذه القوات غير متمرسة على استباق تفكير الخلايا النائمة، كما أن بعض المناطق الساخنة أو المرشحة لأن تكون ساخنة لا يجب تسليمها لقوات الشرطة لكونها لا تمتلك الخبرة العسكرية ولا التسليح المناسب، وهذا ما حدث في بعض مناطق ديالى التي شهدت الكثير من الخروقات الأمنية في البساتين والمناطق الزراعية والقرى، تسليح وتدريب ووعي الشرطة يقتصر على تطبيق القانون الجنائي ومن الظلم معاملتها كالشرطة الاتحادية وسوات والجيش ومكافحة الإرهاب وغيرها، ومن ثم تحميلها مسؤولية حماية الأرض سيؤدي لخسائر بشرية ومادية في صفوف الشرطة والمدنيين ومنح عصابات داعش فرصة لتحقيق مكسب
معنوي.