أسبوع حاسم في لبنان والسيناريوهات مفتوحة

الرياضة 2021/05/06
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
في الوقت الذي كان خيار اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري وانسحابه من مهمة تشكيل الحكومة يأتي على شكل تسريبات تخرج من بيت الوسط في بيروت، أصبح هذا الأمر الآن متداولاً بشكل علني ومن كبار مسؤولي تيار المستقبل مما يعكس حجم الأزمة التي يعيشها زعيم التيار الأزرق وهو يحاول الخلاص من مطرقة «الڤيتو» السعودي وسندان التقاطع الشديد مع الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل. 
القيادي البارز في تيار المستقبل ومستشار رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​، ​مصطفى علوش​ لم يعد موارباً في تصريحاته التي تقارب أزمة الحريري فكان حيناً ينفي وطوراً يقول: إن هذا الخيار ليس مطروحاً حالياً ولكنه قد يكون وراداً في المستقبل وهكذا، الآن بدا كلامه واضحاً لا لبس فيه ليؤكد أمس الأربعاء أن «هذا الأسبوع سيكون حاسماً حكومياً (الإسبوع في لبنان ينتهي يوم الأحد) ، فإما أن تفرج وإما أن يقدم الحريري اعتذاره لأنه لن ينتظر إلى ما لا نهاية، لا سيما أن الوضع مقفل بالكامل نتيجة تصلب ​الرئيس ميشال عون​ ورئيس التيار الوطني الحر​ النائب ​جبران باسيل​ بحجج مختلفة، مرة تحت عنوان الثلث المعطل ومرة عند مشكلة تسمية الوزراء المسيحيين»، مشيرا إلى أن «الوساطات تلف وتدور في مكانها والنتيجة أنهم لا يريدون الحريري في ​رئاسة الحكومة​«.
وأعرب علوش عن أمله بأن تنجح مهمة ​وزير الخارجية​ الفرنسي جان إيف لو دريان في الضغط على ​الرئيس عون لتليين موقفه، وبخصوص استثناء الحريري من لقاءات لودريان علل علوش ذلك بقوله: «قد يكون استثناؤه الحريري إذا حصل، كي يتحاشى لقاء شخصيات أخرى ومنها باسيل».
ولفت علوش إلى تحرك ألماني دخل أخيرا على خط التأليف إنما لم تتضح معالمه حتى ​الساعة​، ورد على سؤال حول طرح أسم نواف سلام​ بديلاً عن الحريري فقال: «طرح قبل ذلك وكشفت التقديرات أنه لن يحصل على أكثر من 15 صوتا، وفي كل الأحوال إذا أمنوا حصول أي مرشح على الأكثرية فليمشوا به».
ومن المنتظر أن يطل الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله في خطاب تلفازي عند الساعة الخامسة والنصف من مساء غدٍ الجمعة لمناسبة يوم القدس العالمي، ومن المتوقع أن تتضمن كلمته إشارات مهمة عن الوضع اللبناني ولاسيما معضلة تشكيل الحكومة والاعتذار المتوقع من قبل المكلف سعد الحريري وموقف الحزب منها.
وهكذا فإن المصادر اللبنانية باتت تتحدث بشكل أوضح أنّ اعتذار سعد الحريري أصبح قاب قوسين أو أدنى في ضوء المعطيات التي فرضت نفسها، ويبدو أن الامير محمد بن سلمان استطاع التأثير في باريس بحيث تتماهى رؤيتها لأزمة تشكيل الحكومة مع سياسة السعودية وتفرض عزلة على الحريري وتستثنيه من لقاءات وزير خارجيتها لبيروت في رسالة قاسية كان لها الأثر البالغ في الحريري.
ولكن ماذا بعد مرحلة اعتذار الحريري وما هي السيناريوهات المطروحة وهل سيسلم الرئيس المكلف بسهولة بهزيمته ويترك غريمه السياسي جبران باسيل يمضي في طموحه السياسي نحو قصر بعبدا، ثمة سيناريوهات تطرحها أوساط سياسية وهي أن يخطط رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على الاستقالة من مجلس النواب مع  كتلة المستقبل ونواب آخرون من كتل أخرى، في حال لم يكن أمامه أي خيار سوى الاعتذار عن تشكيل الحكومة بحيث يقطع الطريق على باسيل، وفي حال ثبتت صحة هذه المعلومة، فإنّ الحريري سيُفقد المجلس النيابي اللبناني نصابه الذي يضمن انتخاب رئيس الجمهورية، وهكذا سيكون من المتعذر على  رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الوصول إلى حلمه بالانتخاب رئيساً للبنان خلفاً لعمه الرئيس ميشال عون.