الأبنية المدرسية وبناء الإنسان

آراء 2021/05/08
...

 محمد صادق جراد 
 
اهتمت الأمم على مدار التاريخ في قضية بناء الانسان، كأهم اشتراطات التقدم والبناء الحضاري. وكما يعرف الجميع ان المدرسة والجامعة هي المكان والبيئة التي تتم فيها عملية التربية والتعليم وبناء الإنسان، كما يتم فيها تخريج الاجيال وبناء المستقبل.
ولا يمكن لأحد أن ينكر ان البيئة الدراسية في العراق تعاني من مشكلات ونقص كبير في مقومات النجاح، وتأتي في مقدمة هذه المشكلات مشكلة الابنية المدرسية، التي تأتي في اتجاهين، الاول مشكلة النقص الكبير في العدد وثانيا تهالك الابنية المدرسية ونقص التجهيزات والدعم المقدم لها منذ سنوات طويلة حتى وصل النقص الى الكتب والمناهج الدراسية، واصبح الاعتماد بشكل كبير على الطالب ومجلس الاباء والمعلمين في سد نواقص المدرسة، تحت شعار «مدرستنا بيتنا» الذي أصبح ترجمة لتنصل الحكومة عن دعم المدارس والجامعات.
وفي الوقت الذي نجد فيه تناقصا في الأبنية المدرسية، نجد ان هناك بالمقابل تزايدا في اعداد التلاميذ كنتيجة طبيعية للنمو السكاني. ومن هنا اصبحنا امام مدارس وصفوف مزدحمة بالتلاميذ ومدارس ثنائية وثلاثية الدوام، ومدارس كرفانية تفتقد لأبسط شروط السلامة والصحة المدرسية وأصبحت مشكلة النقص في الأبنية المدرسية اليوم تتصدر قائمة المعوقات، التي تقف في طريق تطبيق شروط السلامة والصحة لابناءنا التلاميذ بسبب اعداد التلاميذ الكبيرة وافتقاد المدرسة لأهم وسائل التهوية والوسائل الاخرى، لاسيما نحن نعيش فترة وباء كورونا.
ومما تقدم أصبح من الطبيعي أن تكون المدارس الحكومية بيئة طاردة للتلاميذ باتجاه المدارس الأهلية وفرصة للمدارس الاهلية لرفع سقف المطالب والتسعيرات والقاء ثقل جديد على عاتق الأسرة العراقية.
ختاما نقول بان هناك اهمالا حكوميا كبيرا لقطاع التربية والتعليم وغياب الخطط الستراتيجية في هذا المجال جعلنا امام مدارس متهالكة ومدارس طينية وكرفانية لا تليق بالطالب العراقي ولا تتماشى مع التطور العلمي والحضاري، الذي وصل اليه العالم ولهذا على الحكومة مراجعة نفسها في التخصيصات المالية وضرورة تطوير رؤية وزارة التربية في قضية الابنية المدرسية، وتوفير بيئة مناسبة لتعليم ابنائنا في مدارس حديثة ومواكبة لما وصلت اليه الدول الاخرى.