قاسم موزان
اعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة قرارها 26/ 59 في 22 تشرين الثاني من العام 2004 اعتبار يومي الثامن والتاسع من شهر آيار من كل عام للوقوف اجلالا لذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) وامتدت الى ست سنوات صعبة لم يشهد تاريخ البشرية مثيلا
من حيث القتل والتدمير الشامل للبنى الاتكازية للدول المتحاربة وذلك باستخدام اسلحة اكثر تخريبا، ودفعت جراءها الخسائر الجسيمة انتهاكات خطيرة واعدادا ضخمة جدا من القتلى والمفقودين، حثت الجمعية الدول الاعضاء والمؤسسات المدنية في هذين اليومين الى الاحتفال السنوي باقامة الانشطة المختلفة، لاستذكار ضحايا تلك الحرب المرعبة باسبابها وتداعياتها وفي الوقت نفسه تلك النشاطات رد اعتبار رمزي لهم.
وكانت من النتائج نهاية الحرب العالمية الثانية وفي ضوء الحدث التاريخي نشأت الامم المتحدة لتوافر الظروف الموضوعية لها لدعوة الدول الاعضاء الى نبذ منطق الحرب او التلويح باستخدام السلاح، من اجل انقاذ الاجيال من تبعاتها المريرة ما يترتب عليها من افرازات تمس صميم وجودها الانساني وما يتعلق بحقوقها المشروعة في الحياة، والأخذ بالوسائل السلمية في تسوية المسائل الخلافية بالحوار، الذي يحفظ الحقوق وبشكل عقلاني غير متشنج، قد يدفع لتوترات جديدة وعودة للحرب.
من جانبها تقف الامم المتحدة ووفقا لميثاقها الاممي الى جانب السلام والاستقرار في العالم ولن تألو جهدا في اطفاء مناطق التوتر التي تشهدها المعمورة بين الحين والاخر بلغة الحوار لاستتباب الامن والتعايش المجتمعي، مع كل الدعوات من الامم المتحدة والجمعيات والمنظمات الانسانية، الا ان العالم يشهد بين الحين والاخر حروبا مهلكة في آسيا وأفريقيا وحتى في اوروبا، لأسباب اغلبها عرقية او شوفينية او صراعات تاريخية عالقة بين الدول وهي دول اعضاء في الامم المتحدة، ولعل هناك اطرافا تؤجج مناطق الصراع وتزويدهم بالاسلحة لديمومة امد الحرب، ولا تعي تلك الجهات حجم الاضرار الناجمة، من حيث قتل الابرياء والتشريد والنزوح الى المخيمات، التي تفتقر الى ابسط الشروط الانسانية مع الاحباطات والانكسارات النفسية الحادة، وكأن الدول المتحاربة لم تستفد من دروس الحرب الكونية، وبغية الوصول الى اسلوب جديد في العيش، لا بد من تعزيز المصالحة الوطنية والتسامح وانتهاج الديمقراطية طريقا لها مع توفير الحقوق الاساسية لمواطني الدول.