جنرال سابق ينافس نتنياهو

بانوراما 2019/02/12
...

 
لوفدي موريس، روث ايغلش
ترجمة: خالد قاسم
 
برغم حلوله في المركز الثاني وبفارق بعيد خلف رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو عبر استطلاعات الرأي قبيل انتخابات نيسان المقبل العامة، يبقى “بيني غانتز” لغزا بالنسبة للناخبين الاسرائيليين. لم تصدر عن غانتز، رئيس الأركان السابق للجيش الاسرائيلي، جملة واحدة تتعلق بسياسته منذ تشكيل حزب سياسي جديد قبل أكثر من شهر.
سعى غانتز الى وضع نفسه 
فوق النزاع المستقطب للحياة السياسية، وطالب بالوحدة رغم الخلافات بين اليسار واليمين والمتدينين والعلمانيين واليهود وغير اليهود. أكد غانتز مؤهلاته الأمنية، وحذر أعداء اسرائيل من مغبة تعريضه للاختبار، وأشار ايضا الى رغبته بعقد سلام مع الفلسطينيين ودول المنطقة.
أشار غانتز أيضا الى اتهامات الفساد ضد نتنياهو، اذ ينظر النائب العام بامكانية اعلان اتهام محتمل ضد رئيس الوزراء متعلق بثلاث قضايا فساد، لكن نتنياهو ينفي كل هذه الادعاءات.
يلقب غانتز بالأمير، ويصفه المقربون منه بالبراغماتي الدمث. يبدو أن صمته الطويل خدمه جيدا، اذ تظهر استطلاعات الرأي أنه سيكسب 15 من مجموع 120 مقعدا من البرلمان الاسرائيلي، وهذا بعيد عن 30 مقعدا يتوقع أن ينالها نتنياهو. لكن اذا شكّل غانتز تحالفا سياسيا مع منافسين آخرين قبل الاقتراع، فقد يمثل تهديدا لنتنياهو وخصوصا اذا أخذنا بعين الاعتبار المشاكل القانونية. 
قدّم غانتز في تجمع انتخابي له أول هؤلاء الشركاء وهو رئيس أركان سابق أيضا؛ “موشي يعالون” الذي عمل وزير دفاع ضمن حكومة نتنياهو، واستقال من منصبه في عام 2017 لأن “قوى متطرفة وخطيرة” استولت على القيادة الاسرائيلية.
 
الجيش والسياسة
ظهرت تكهنات بانضمام “غابي أشكنازي”، قائد الجيش قبل غانتز، الى الحزب الجديد. يقول محللون أن جلب جنرال آخر قد يكون محفوفا بالمخاطر، اذ أثبت الجنرالات في الماضي عدم كفاءتهم سياسيا مما حفز بعض التشكك العام بشأن القادة ذوي الخلفية العسكرية، كما يقول “يوهان بلسنر” رئيس معهد الديمقراطية
 الاسرائيلي. 
يعود الدعم الأولي الذي تلقاه غانتز الى فوضى يسار الوسط الاسرائيلي، اضافة الى قدرته على بناء قاعدة دعم. يذكر محللون أن غانتز كان حذرا بعدم تحديد موقعه من هذا الطيف السياسي، ويبدو أنه يتجه نحو الوسط. عرض غانتز مواصفاته العسكرية وقال انه يسعى للسلام والحفاظ على الأمن بنفس الوقت.
نشرت حملته الانتخابية مقاطع فيديو، وظهر فيها اسحاق رابين وهو عسكري أيضا تحول الى السياسة الى جانب شخصيات فلسطينية وعربية. لكن يرى محللون محاولات من غانتز لإبعاد نفسه عن اليسار حيث تحولت اسرائيل نحو اليمين خلال السنوات الأخيرة، وتجلى ذلك بمقاطع فيديو أخرى للدمار الناجم عن حرب 2014 بين اسرائيل وحماس في غزة.
بدأ غانتز حياته العسكرية في سن 18، وارتقى مناصبه بسرعة. 
وبعد خدمته في الضفة الغربية ولبنان، كان غانتز على وشك ترك الجيش لكن رئيس الوزراء آنذاك ايهود باراك اختاره لرئاسة
 الأركان.