كيف نحوّل التهديد الى فرص للنجاح

آراء 2021/05/12
...

 محمد صالح صدقيان 
 
لن نختلف اذا قلنا ان العراق مقبل على انتخابات برلمانية مهمة وحساسة، هذه الانتخابات تأتي في ظل ظروف ومتغيرات اقليمية ودولية متعددة، فضلا عن كونها تأتي بعد خوض العراق لمواجهة شرسة مع قوى الارهاب والكفير؛ ومن ثم فإن أهمية هذه الانتخابات تأتي من اهمية نجاحها في استغلال الظروف الحالية مهما كانت معقدة من اجل توظيفها لخدمة الامن والاستقرار وتجاوز المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه 
البلد.
المؤشرات الاولية  لهذه الانتخابات تعكس طبيعة المشكلات التي يواجهها الواقع السياسي والواقع الاجتماعي في العراق.
هناك مشكلات عالقة في بناء مستقبل العراق وهي  مقلقة  بذات الوقت، مازالت  المحاصصة  الحزبية والطائفية والمناطقية والطائفية حاكمة في هذه التحالفات التي لم تنجح في تجاوز هذه الامراض لحالة المواطنة والكفاءة 
والنزاهة.
هذه المؤشرات ايضا تشير الى تغليب المصالح الحزبية والفئوية على مصالح البلد الذي يتطلع للتنمية والبناء وحل المشكلات المستعصية التي يعاني منها العراق، 
صحيح جدا ان الفاعليات الحزبية تشكل المحرك للعملية السياسية؛ لكن الصحيح ايضا ان الناخب له دور كبير في ترشيد العملية 
السياسية، 
مع الاسف ان الناخب العراقي لم يتمكن من لعب دور مميز في عملية ترشيد العملية السياسية خلال الدورات الانتخابية السابقة في انتخاب الافضل لادارة البلد، 
ان الظروف والتطورات الراهنة تدعو الناخب بعمق الى ممارسة دوره في ترشيد العملية 
السياسية من خلال انتخاب الأكفأ والأكثر نزاهة والاكثر قدرة على ادارة مفاصل الاجهزة التنفيذية بعيدا عن المحاصصة والمناطقية 
والفئوية،
أنا مقتنع ان الناخب يخضع لجملة مؤثرات لايمكن التملص منها بسهولة؛ لكن يجب على المجتمع المدني والقوى المؤثرة في الرأي العام خلق حالة وطنية لدى الوسط الاجتماعي من اجل المساهمة في ترشيد العملية السياسية التي تشكل الانتخابات مرتكزا اساسا فيها،
من غير المبرر ان يتخلف العراق عن ترتيب وضعه وينسجم مع التطورات الاقليمية والدولية، كما انه من غير المبرر ان لايستطيع العراق توظيف المتغيرات الجديدة الاقليمية والدولية لتصب بمصلحة البلد والمواطنين، البلد بحاجة الى كفاءات ومتخصصين وعقول منفتحة من اجل تحويل التهديدات الى فرص تستطيع بناء البلد على اسس من النزاهة والكفاءة، في نظرية تحويل التهديد الى فرص يجب اكتشاف العناصر الفعالة والكفوءة التي يمكن الاعتماد عليها في التخطيط والتشريع؛ وتحريك الشارع الانتخابي الذي يشكل الشباب والمرأة احد اعمدته
 الاساسية، وهناك ثلاثة عناصر جوهرية في هذه النظرية العنصر الاول الكفاءة، والعنصر الثاني الكفاءة والعنصر الثالث 
الكفاءة.