د . صادق كاظم
يوماً بعد آخر يثبت الصهاينة المجرمون اجرامهم وتوحشهم ضد الشعب العربي في فلسطين واستباحتهم لكل القيم والاعراف الانسانية من خلال اعصار القتل والاجرام الذي تمارسه الآلة العسكرية الصهيونية ضد السكان المدنيين العزل من ابناء قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة, اذ تتعمد الطائرات الصهيونية قصف المنازل وتهديمها على رؤوس ساكنيها من النساء والاطفال ودفنهم تحت انقاضها من دون شفقة او رحمة او مراعاة لابسط الاعتبارات الانسانية.
هذا السلوك الاجرامي المتوحش والاصرار على تدمير المنازل والاحياء في مدن قطاع غزة وابادة سكانها انما هو سلوك شبيه بجرائم النازية والفاشية, اذ التغول الاجرامي للصهاينة ورغبتهم في ابادة سكان قطاع غزة لغرض اخماد جذوة المقاومة والصمود لدى سكان القطاع وباقي المناطق الفلسطينية الذين يواجهون الاجرام الصهيوني بكل شجاعة واباء، متحدين آلة القتل التي يوظفها الصهاينة لتمرير احقادهم واجرامهم, اذ سبق لهذه العصابات وان قامت بالعديد من المجازر المماثلة كما في دير ياسين وحيفا ويافا وعسقلان وطرد سكانها العرب منها خلال العقود الماضية, فضلا عن مجازر اخرى في قانا في جنوب لبنان عندما قتل اكثر من 200 مواطن لبناني في احد الملاجئ وبقصف صهيوني
متعمد.
الرد المزلزل من قبل المقاومة لمواجهة العدوان الصهيوني انما يؤكد عزيمة وارادة الشعب الفلسطيني الحر في استرداد حقوقه المغتصبة ووضع حد لاجرام العصابات الصهيونية التي لم تتوقف يوما عن محاولاتها الاجرامية للتنكيل بالشعب الفلسطيني والسطو على المزيد والمتبقي من اراضيه وضمها الى دويلة الكيان الغاصب من خلال التوسع في سياسة قضم الاراضي وضمها الى المستوطنات وطرد ابناء الشعب الفلسطيني
منها.
لقد اثبت عدوان المجرمين الصهاينة على قطاع غزة عبثية فكرة السلام مع هذا الكيان الاجرامي الغاصب الذي لم يحترم يوما ما اي اتفاقيات او معاهدات تضمن حقوق الشعب الفلسطيني في ارضه, بل كانت تتعمد هذه العصابة الحاكمة المراوغة والمماطلة وتعليق جميع الاتفاقيات, بل انها وبالرغم من سيطرتها على 80 بالمئة من مساحة ارض فلسطين تصر على الاستيلاء على 12 منزلا لسكان عرب في مدينة القدس ومنحها لغاصبيها من الصهاينة من اجل المضي في خطط تهويد المدينة وسلبها هويتها العربية والاسلامية الاصيلة وتهديم المسجد الاقصى لاحقا وبناء الهيكل مكانه ليكون شاهدا ورمزا على دولة عنصرية توسعية تقوم اركانها على الاجرام والتوحش وابادة الآخرين.