الولادة والتميز

آراء 2021/05/17
...

  حسين علي الحمداني 
 
في مثل هذا اليوم من عام 2003 والجميع منهمك بمعرفة ماذا سيجري بعد زوال النظام الدكتاتوري، كان باعة الصحف يحملون معهم مولودة جديدة في الصحافة العراقية تلك هي جريدة الصباح، ذلك الاسم أصبح في ما بعد منبرا كبيرا تظل منه كتابات كل الحالمين بحرية الصحافة من جهة، وتطويرها من جهة أخرى.
وهذا ما يجعلنا نقول إن القائمين على جريدة الصباح منذ عددها الأول وحتى يومنا هذا أسسوا لمفهوم إعلام الدولة الساعي لنقل الحقيقية مهما كانت. 
كنت من الذين يحلمون بصحافة متطورة قادرة على استيعاب الأفكار العراقية المتعددة ونقل الرأي والرأي الآخر، لهذا نجد أن جريدة الصباح ولدت مع ولادة العراق الجديدة من جانب، وولادة صحافة عراقية جديدة مهمتها ستكون صعبة جدا في ظل الكثير من التحديات التي ستواجهها، سواء على الصعيد المهني المتمثل بصدور مئات الصحف يوميا أو عبر تمتع العراقي بأكثر من وسيلة إعلامية لمتابعة أخبار بلده والعالم، وكان ذلك عبر الفضائيات التي شكلت تحديا جديا للصحافة ليس في العراق فقط بل في عموم العالم.
لكن الصباح تمكنت من أن تأخذ مكانها المتميز لدى المتلقي العراقي عبر مهنيتها وتنوع صفحاتها وملاحقها، ومن ثم مواكبتها للتطورات التكنولوجية وتجديد مطابعها مما منحها فرصة كبيرة جدا أن تحافظ على منجزها الكبير، الا وهو إنها صحيفة الشعب والأسرة العراقية التي ظلت تتابعها
يوميا.
وبالتالي نجد أن الصباح نجحت في كسب ود القارئ العراقي والعربي عبر نسختها الالكترونية، التي تصل لكل العالم وهذا هو الإنجاز الآخر الذي يمنحها فرصة الوصول للجميع وفي أي بقعة من العالم.
اليوم ونحن نحتفل بميلاد الصباح إنما نحتفل بميلاد الكلمة الحرة الصادقة والهادفة إلى بناء الإنسان العراقي الجديد المتطلع لحياة أفضل، ولا ننسى بالتأكيد الدور الكبيرة لجريدة الصباح في مواكبة الأحداث الكبيرة في عراق ما بعد 2003 وأهمها تغطيتها للانتخابات بجميع دوراتها ومتابعة نتائجها، وحث المواطن على أخذ دوره الحقيقي في التصويت، ناهيك عن دورها الكبير في مكافحة الإرهاب، خاصة ان الجريدة تعرضت لأعمال إرهابية كثيرة وقدمت من الشهداء لأجل منبر الحرية
والثقافة.