الإعلام الوطني العراقي

آراء 2021/05/17
...

 إياد مهدي عباس 
 
تعرض العراق بعد 2003 الى مدٍ إعلامي معادٍ طائفي مضلل كان يهدف الى تمزيق النسيج المجتمعي العراقي وإفشال التجربة الديمقراطيَّة، إلا أنَّ الإعلام الوطني العراقي كان في مواجهة هذا المد الاعلامي المعادي ونجح في التصدي له عبر الالتزام بضوابط ومعايير الاعلام المهني والوطني المستقل والنزيه، وكانت جريدة الصباح وشبكة الاعلام العراقي احدى وسائل الاعلام الوطني الحر والمتجدد والمواكب للتطور العالمي، فكانت من كبريات الصحف العربية والاقليمية بعد ان شهدت تطورا كبيرا وصدرت بالوانها الزاهية علاوة على ماحملته من مهنية واستقلالية وحيادية في نقل الاحداث وتحليلها وحماية القارئ العراقي من الاعلام السلبي وما كان يدسه من سموم.
ويلعب اعلام الدولة دورا مهما في الرقابة ودعم الدولة في عملية التنمية اضافة الى دوره في حماية حقوق الانسان ومكافحة الفساد وحماية الحريات وتوعية المواطنين، ومن هنا نجد انه يلعب دورا كبيرا في عملية بناء الانسان الواعي والمثقف الذي يسهم في خدمة بلده ومجتمعه ويرفض الطائفية والعنصرية. ولقد كان لجريدة الصباح هذا الشرف بأنها كانت احدى وسائل القضاء على الطائفية بمواقفها المعتدلة وادارتها الحكيمة، كما كانت احدى وسائل الكشف عن الفساد من خلال مقالاتها الجريئة ومساحة الحرية الواسعة التي تمتلكها وتمنحها لاصحاب الرأي. ومن الاهمية بمكان ان نشير هنا الى ان الدولة العراقية بعد 2003 وفي ظل التحديات الكبيرة التي واجهتها كانت بحاجة كبيرة الى جهة اعلامية وطنية تسهم في تكوين رأي عام عراقي معتدل، يرفض الطائفية ويرفض الافكار المتطرفة الدخيلة على مجتمعنا، فكانت جريدة الصباح هي الاعلام الصادق والوطني الذي كان ظهيرا لعملية التغيير بعد 2003 وما زالت تعمل على دعم الافكار والمشاريع التي تهدف الى بناء الدولة العراقية الجديدة دولة المؤسسات الدستورية.
وحينما ندرك اهمية دور الاعلام الوطني فاننا مطالبون بتوفير الدعم والمساندة والحماية القانونية للصحافة والصحفيين، ومن هنا تكون السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية مطالبة بتوفير الحماية والدعم المادي والمعنوي للاعلام من اجل مواصلة دوره المهم والحيوي في بناء الفرد والمجتمع.