العرب وفلسطين

آراء 2021/05/19
...

 سعد العبيدي 
 منذ الأيام الأولى لتوجه الصهاينة باتجاه فلسطين وسعيهم لإقامة إسرائيل، يدخل العرب طرفاً سياسياً في محاولة الضغط على أوروبا التي دعمت المشروع الصهيوني بقصد الحيلولة دون تنفيذه، لكن العرب بقدراتهم السياسية المحدودة وتفرقهم وعدم قدرتهم على استخدام الأوراق المتاحة للضغط، فشلوا سياسياً في الحيلولة دون التنفيذ.
 
وفشلوا مرات عدة بعد نشوء الدولة العبرية في الحد من توجهاتها في اضطهاد الفلسطينيين والتوسع على حساب ما تبقى من أرضهم التي أقرت الأمم المتحدة وجودها في قرار التقسيم، ولما جربوا سياستهم في المحافل الدولية طوال السنين التي أعقبت نشوء تلك الدولة المُغتصبة، لم تشهد للعرب مواقف سياسية ناجحة أوقفتها أو عرقلت مشاريعها في التوسع والاستيطان والاضطهاد.
وحاولوا أي العرب التدخل عسكرياً في ساحة القتال مع الصهاينة عام 1948، فدخلوا الحرب، لكنهم دخلوها على شكل جيوش بدائية بأسلحة غربية مصدرها الدول التي تدعم الجهة الإسرائيلية في الحرب، وقيادات غير موحدة وأهداف متباينة، وبالمحصلة فشلوا فشلاً ذريعاً في الحرب وأمدوا إسرائيل من حيث لا يريدون بمبررات الوجود والسيطرة على أراض جديدة، ولما حاولوا الكرة في موضوع الحرب العام 1967 وما بعدها العام 1973، فشلوا كذلك في مقابل نجاح العدو خاصة في حرب العام 1967 في السيطرة على أراض فلسطينية جديدة، بضمنها القدس التي يعتقد العرب والمسلمون أنها الأهم في مشروعهم الداعم لفلسطين.    
إن العرب الذين فشلوا سياسيا وعسكرياً في نصرة الفلسطينيين، يفضل أن يعيدوا حساباتهم في التعامل مع الموضوع، وألا يتدخلوا بشكل مباشر في ساحة القتال العسكرية على وجه الخصوص، وأن يعطوا الفلسطينيين الحرية الكاملة للتعامل مع قضيتهم، ويحشدوا الجهد لدعمهم ماليا وعلميا وسياسياً، لأنهم الأقدر في التعامل مع قضيتهم، من عرب أغلبهم غير صادقين.