نغم عبدالله
ربما يتيه قرار المواطن امام عدد المرشحين الكبير لاختيار مرشحه الانسب ومن يكون اهلا لصوته ليدلي به، في ظل انتخابات طال البحث فيها والنقاش بشأنها منذ العام المنصرم وحتى هذه اللحظة، على امل احداث تغيير في الواقع العراقي السياسي وما يلحق به من واقع اقتصادي وصحي واجتماعي وبيئي، وبعد كل ما مر من سلسلة احداث تتعلق بما قبل وما بعد الانتخابات في الدورات الانتخابية السابقة وهي تجارب زادت من ملكة المواطن وامكانيته في التمييز والاختيار، من خلال الخبرات التي تزود بها ليكون اعمق فكرا وابعد نظرا وادق اختيارا بعيدا عن الاندفاع وراء مجرد امال ليس لها في الواقع من ارضية تستند اليها، كما حدث في الانتخابات التي تلت السقوط وكما كان حال الجميع في الدورات التي تلته، حين كان الشارع العراقي ونحن منه ينتخب وكأنه ذاهب لعرس، فرحين بما سيكون من تغيير، مستمدين الثقته اثر ما تحقق من حرية كانت له ابعد من الخيال، ومن امال بالتغيير نحو واقع افضل اقتصاديا ومعيشيا، ليبقى على قيد الانتظار حتى اليأس وحتى انجلاء الغشاوة واتضاح الرؤية وفقد الامل.
ونحن اليوم في انتخابات جديدة فهل تعلمنا من الماضي شيئا، وهل ستزودنا الخبرات بوضوح لرؤية الحاضر، وهل سنعرف كيف؟ ولمن؟ ومن؟ ولماذا؟ كيف سننتقي ونختار؟ للمصالح الذاتية ام الصالح العام، ومن نختار؟ ولماذا؟ اتُحسب على قدر العطاء الذي يسبق الحدث فهل يكفي! ونحن نتكلم عن عطاء بقدر الوطن؟ ام بالوعود المقطوعة، ولا افترض ان يكون للدين دخل بعد اجماع الشارع العراقي بالاغلبية على فصله عن السياسة، وهل سننظر الى عرق او اوطائفة لنختار وفقها. بعد كل ما حصل في السابق، وما تمخض عنه من تداعيات اشترك الطرفان فيها، المرشح والناخب بنيت العلاقة فيها على المصالح الذاتية الضيقة، كم سيعطي وكم أخذ لأجل استغلال الفرصة، ورغم ان الوضع الاقتصادي والمعيشي هو من يتحمل وزر ذلك انما علينا ان نفهم انها قضية وطن، والوطن للجميع وهذا يعني ان علينا ان نغير اتجاه زاوية النظر في التقييم، لأجل قرار اصوب لتبقى بعد ذلك نزاهة العملية الانتخابية هي الحكم الفصل او من يتحمل الفشل أي بالقليل لتحديد المسبب.