د.عبد الواحد مشعل
تمر الذكرى الثامنة عشرة على تأسيس جريدة الصباح بحلة جديدة من الإبداع والأداء المهني، وهي تتصدر صحف العراق بروحية متجددة ومتطورة، عازمة أن تحتل مكانا مميزا بين الصحف العربية والعالمية، منطلقة من حقيقة راسخة في العمل الصحفي أساسها المهنية الصحفية، وقدرتها على صياغة خطاب وطني يضم كل العراقيين، مصممة على تطوير مفاصلها مع إطلالة كل صباح، ولكي يأخذ ذلك مداه الفعال ندعو الى بناء مؤسسة باسمها (مؤسسة الصباح الإعلامية)، تضم نشاطات ومراكز أبحاث وقنوات صحفية واسعة فاعلة في شكلها ومضمونها، لتكون مؤسسة تأخذ حيزها الإقليمي والعالمي.
إن الدعوة لتأسيس مؤسسة الصباح بات امرا ضروريا وملحا في عالم معولم جديد، تتطور فيه الصحافة، وهي تخرج من حيزها المحلي الى الفضاء العالمي المفتوح، مع تطور وسائل الاتصال في كل لحظة، فدخولها الى هذا المعترك ينبغي أن يكون حرا ومستقلا في مهنيته ومنبرا تتفاعل فيه الأفكار والرؤى، ولعل القيام بهذا العمل سيجعلها تنال مكانة مميزة في عالم الصحافة والإعلام والفكر والثقافة العالمية، لاسيما وهي في ذكراها الثامنة عشرة تمكنت من الثبات وتحقيق مستوى عال من النجاح الصحفي، ورسم ملامح إعلام حر تتفاعل معه الكلمة مع الواقع، وهو يشهد على ما بذله إعلاميوها وصحفيوها، والعاملون في مفاصلها الفنية والخدمية من جهد وإصرار على جعل الصحافة العراقية تكمل مشوارها، خاصة إذا علمنا أن الصحافة العراقية هي من بين أقدم الصحافة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، فتاريخ الصحافة العراقية يدعو القائمين على جريدة الصباح أن يعملوا على جعلها حاملة مشعل الصحافة العراقية بروحية متجددة، وبرؤية تحديثية قائمة على حرية الكلمة، ومهنية الصحافة الأخلاقية، وبما يعكس القيم الأخلاقية لتاريخ العراق الحضاري، فالذي قدمته الجريدة خلال الثماني عشرة سنة الماضية يشجع العراقيين بمطالبة الدولة على جعلها مؤسسة إعلامية عراقية، تأخذ على عاتقها مسؤولية حضارية وإعلامية ترتقي الى مستويات المؤسسات العالمية الفاعلة في عالم اليوم، وهو ممكن مع توفر الإمكانيات البشرية والمادية والفكرية اللازمة، وفي هذه المناسبة نتقدم لكل العراقيين بالتهاني بمناسبة ذكرى تأسيس صحيفتهم الصاعدة، وللعاملين فيها من السيد رئيس التحرير ورؤساء أقسامها الى صحفيها وكتابها والعاملين في كل أقسامها ومرافقها، وفي هذه المناسبة أيضا نتطلع أن تدعم الدولة الجريدة، وتحولها الى مؤسسة إعلامية عراقية تكون منبرا حرا، وسرحا فكريا مجددا من اجل بناء الدولة المدنية العراقية القائمة على العدل والمساواة، فأساس نهضة الأمم والحضارة، العدل والحرية، واحترام حقوق الإنسان وكرامته.