حسين علي الحمداني
شكلت المواجهات الأخيرة بين حركة حماس والكيان الصهيوني نقطة تحول كبيرة في مسارات الصراع العربي الصهيوني، وحملت صواريخ أبناء غزة رسائل كثيرة لجهات عديدة، أبرزها بالتأكيد تلك الرسائل التي كشفت عن ضعف منظومة الدفاع الصهيونية في مواجهة الضربات الصاروخية، وهذا الضعف ما كان ليرى بهذا الوضوح لولا تلك الحرب التي يمكن أن نطلق عليها حرب الصواريخ والتي وصل مدى البعض منها أكثر من 200 كم، وهو ما يعني أن جميع مدن الاحتلال وقواعده ومطاراته تحت مرمى النيران، وهذا ما حدث بالفعل حيث شاهدنا جميعا عمق الضربات التي تلقاها العدو من دون أن يتوقع
ذلك.
ومن هذا الواقع الجديد كانت الرسالة الثانية هي أكذوبة أمن المدن، التي طالما تبجح بها الصهاينة وصدقها البعض، بل هذه الاكذوبة كانت عائقا ذهنيا لدى البعض تمنعهم حتى من التفكير بزعزعة هذا الأمن
الكاذب.
الرسالة الثالثة وهي مهمة جدا ان الأهداف التي ضربتها طائرات الكيان المحتل لم تكن سوى شقق سكنية وابراج تجارية تقطنها شركات ومكاتب محامين ووكالات انباء، واحيانا شقق سكنية للأسر التي ينتمي بعض أفرادها للمقاومة الفلسطينية البطلة.
وبالتالي يمكننا القول إن عناصر هزيمة هذا الكيان الغاصب كانت واضحة منذ اللحظة الأولى، والتي تمثلت كما أشرنا بسقوط اسطورة القبة الحديدية من جهة ومن جهة ثانية سقطت معها أكذوبة مدن اسرائيل
الآمنة.
ومن النتائج المحتملة لما حصل أن نجد هجرة عكسية من إسرائيل إلى خارجها، وهو الأمر الذي سيحصل في المدى المنظور، خاصة ان ما حصل هو بجهود فلسطينية ذاتية من دون دعم عربي بحكم عوامل عديدة أبرزها تكبيل بعض دول المنطقة باتفاقيات تطبيع مع الكيان الصهيوني، ومن الجانب الثاني انشغال البعض الآخر من الدول العربية بأوضاعها الداخلية وهذا يجعلنا نقول إن موقفا عربيا موحدا من شأنه أن يردع إسرائيل ويحفظ للفلسطينيين حقوقهم
المشروعة.