سعد العبيدي
استمر الصراع العربي الإسرائيلي طويلاً قبل حتى من قبل عام (1948)، واستمرت إدارته تدخلاً على مستوى الدول العربية من جهة والدول الأوربية وأميركا مع إسرائيل من جهة أخرى، وطوال هذه الفترة الزمنية التي تحسب طويلة نسبياً استفادت إسرائيل كثيراً، إذ أضافت الى أرض اغتصبتها أراضي فلسطينية إضافية عن طريق الاغتصاب، ومدت نفوذها الى عواصم بعض الدول العربية، حداً استطاعت فيه استمالة تلك الدول الى جانبها في هذا الصراع. وبهذا الشأن ونتيجة كل هذه التجارب في إدارة الصراع غير المتوازنة يمكن القول إن للدول التزامات وقدرات محدودة على التحرك في دائرة الصراع، وهناك قوانين دولية تحد من تحركها وهناك حسابات للربح والخسارة تحكم استعداداتها، على هذا وفي الصراع مع إسرائيل، التي تمتلك القوة والنفوذ العالمي والنذالة، لا يمكن أن ينفع التحرك العربي على مستوى الدول التي، إضافة الى التحديدات المذكورة هناك نقص في شجاعتها وخوف على الذات الحاكمة في نفوس أغلب حكامها، وعليه سيكون البديل الأسلم في إدارة الصراع، أملاً في تحول اتجاهاته لصالح الفلسطينيين هو الاعتماد على التحرك الشعبي المنظم للوقوف بالضد من أعمال إسرائيل وتجاوزاتها، وبالطرق السلمية التي يفهمها المجتمع الغربي ويسير على هداها، وبالاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي التي قصرت المسافات بين الشعوب والأمم، وفي مجالها إذا ما حقق العرب نشاطاً لتقارب إيجابي منظم مع شعوب الغرب، واستطاعوا اقناعهم أحقية الفلسطينيين والظلم الواقع عليهم من جانب إسرائيل المعتدية، عندها ستتحرك تلك الشعوب التي تستثار عاطفياً وتتحرك منطقياً، وبتحركها ستشكل ضغطاً على حكوماتها التي هي وحدها من يستطيع لجم إسرائيل واعادتها الى الحضيرة البشرية، كي تتصرف مثل باقي البشر الذين يعيشون على سطح هذه الكرة الأرضية
تشاركياً.