سرور العلي
مع عودة تأجيج الصراع بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، نشطت حملات كثيرة على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما على موقع فيسبوك الشهير، للتنديد بالجرائم التي ترتكب بحق الأهالي في فلسطين، وقد فرض مؤسسه مارك زوكربيرج سياسة صارمة على مطلقي تلك الحملات
وقام بحذف معظم حسابات الناشطين، وتحذيرهم مرارا وتكرارا بأنهم يرتكبون مساوئ، ويثرون الفتن والفوضى في العالم، مما أجبر عدد كبير منهم على اللجوء إلى حيلة ذكية نجحت في استمرار تنديداتهم لما يحدث، وهي تعبيرهم عما يشعرون به بكلمات من دون استخدام النقاط عليها تلافيا لخوارزميات فيسبوك التي يترجمها على أنها إساءة.
وتتم ذلك بواسطة تطبيقات خاصة تنزل على الهواتف المحمولة، أو باستخدام مواقع تنشط لهذا الغرض، وتشير المصادر إلى أن تلك الكتابة كانت موجودة منذ زمناً بعيد في العهد النبوي الشريف وفي تاريخ الأدب العربي، وكانوا يميزونها حسب السياق، ولاعتيادهم عليها ثم اختلط الأمر بعد ذلك على بعضهم، بسبب عدم تفريقهم بين نقطة الحرف ونقطة الشكل، فاستبدلوا النظام بالكتابة المعروفة اليوم لدينا.
ولا يختلف أثنان على أن الشعب الفلسطيني عانى الويلات، وضحى بالملايين من ابنائه في سبيل استرداد أرضه المغتصبة، ومما زاد من تأزم الوضع، هو تطبيع العديد من الدول العربية مع إسرائيل، ووقوف حكامها وزعمائها مع ما تنوي القيام به، وهو توسيع رقعة احتلالها، وضم المزيد من القرى الفلسطينية والمدن لصالحها، مما شجع الفلسطينيين على أن يقودوا النضال والثورات من دون انتظار ما ستقوم به الشعوب العربية، والتي ظلت لسنوات طويلة تهتف وتندد من دون جدوى، وبلا حلول جذرية.
وكل هذه الأمور وغيرها تجعلنا نفكر بصورة جدية وحتمية بتطوير وابتكار منصات ووسائل للتواصل في العالم الرقمي بأياد عربية، خاصة أن هناك الكثير من المبدعين والمبتكرين في هذا المجال، ولكن لم يسلط عليهم الضوء، ولم يتلقوا الدعم والتشجيع من قبل الجهات المختصة، مما يطويهم النسيان، ويقتل ما تبقى من بذور العزيمة والابداع، كذلك على جميع الدول العربية أن تقف بوجه كل من يريد أن يغتصب أرضاً لسيت له، ودعم أخواننا في فلسطين.