بيروت: جبار عودة الخطاط 

 

أطلق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تحذيراً شديد اللهجة وهو يتحرك مبادراً، بالتوازي مع جهد مماثل للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لتجسير الصلة مجدداً بين الرئيسين عون والحريري، فلبنان كما أكد بري بلغ مدى حرجاً للغاية ولابد من تحرك فعلي لمعالجة المأزق، مشدداً على {أننا أمام فرصة أخيرة للخروج من الانهيار».

رئيس مجلس النواب اللبناني نجح الى حد ما في اختراق جدار القطيعة بين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والرئيس اللبناني ميشيل عون، على أمل أن يتوج هذا الجهد بعد أيام بلقاء يجمع الرجلين في قصر بعبدا على مائدة تشكيلة وزارية غير ملغومة. الحريري الذي ألقى كلمة نارية في الجلسة النيابية التي عقدت بخصوص رسالة الرئيس عون، استجاب كما أفادت المعلومات لطلب بري إثر لقائهما في الأونسكو للجلوس مع غريمه عون والانفتاح على الحلول الممكنة بشأن الكابينة الحكومية المنتظرة، ولم يتردد بري في مكاشفة اللبنانيين بحراجة الموقف الذي تمر به البلاد، محذراً {إذا استمرت الأزمات من دون مبادرة فورية لمعالجتها فإنها سوف تطيح بلبنان، وحري بالجميع بل المسؤولية الوطنية والقومية تفرض على الجميع أن يستشعروا خطورة المرحلة المصيرية التي تهدد لبنان واللبنانيين في وجودهم».

وفي إشارة شديدة الأهمية جزم بري أن {الأزمة الحكومية داخلية ويجب أن نضحي بأنفسنا للبنان، والمدخل الإلزامي للإنقاذ مبادرة المعنيين من دون شروط مسبقة إلى إزالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل حكومة وطنية مؤلفة من اختصاصيين غير حزبيين ومن دون أثلاث معطلة»، وبذا فإن بري يختلف في رؤيته للأزمة مع صديقه وليد جنبلاط الذي أشار الى أن السعودية لا تريد سعد الحريري في رئاسة الحكومة، وإذ تشير المعلومات الى الإيجابية التي أبداها الحريري مع مبادرة بري، فإن أوساطاً سياسية عدة تمنت على الرئيس ميشيل عون ملاقاة الحريري في منتصف الطريق للتعجيل بعقد لقائهما المنتظر. في هذا السياق تمنّى عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، على رئيس الجمهوريّة ميشال عون أن {يعيد الحياة إلى نبض العهد، فيبادر ويدعو رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري إلى لقائه، بعدما جدّد البرلمان تكليفه، ويحثّه على المضي قدمًا بتأليف حكومة وفق الأصول الدستوريّة، بالتوافق وبالنقاش الهادئ والموضوعي لإيجاد مخرج وسطي؛ ومنع تطوّر الخلافات إلى انفجار لا تحمد عقباه»، بالتوازي تتداول الأوساط السياسية في لبنان بأن التيار الوطني الحر ومعه حزب القوات اللبنانية ونواب مسيحيون آخرون ربما يقدمون على استقالات جماعية من المجلس النيابي ليضعوا الجميع إزاء استحقاق لا مناص منه وهو الانتخابات المبكرة، لذا اشار نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش، الى انه {يدور الحديث اليوم عن استقالة كتل نيابية ومنها كتلة التيار الوطني الحر في معرض الهروب من استحقاق تأليف الحكومة بعد انتكاسة الرسالة الى مجلس النواب، ولفت الى انه {بعيدا عن المزايدات والشطحات البطولية فإن تيار المستقبل مستعد بالكامل للانتخابات المبكرة حتى لو حصلت بعد ايام»، وأضاف قائلا: {الماء يكذب الغطاس» .

الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة في هذه الأثناء تشهد سخونة لافتة وخروقات إسرائيلية يومية في إشارات لابد من التقاط محاذيرها، فقد اجتازت صباح أمس الثلاثاء ثلاث دبابات إسرائيلية من طراز {ميركافا» ، السياج التقني الفاصل بين الاراضي اللبنانية - وفلسطين المحتلة عند بلدة المحافر في خراج عديسة، وبدأت عملية مسح وتفتيش للمنطقة، من دون خرق الخط الازرق، وسط انتشار للجيش من الجانب اللبناني وقوات {اليونيفيل».