قرابين الإخفاق!

الرياضة 2021/05/27
...

علي حنون
معلوم أن كل موضوعة في الحياة مبنية على معادلة وهذه المُعادلة مُرتبطة بأجنحة توازنية ،وأي خلل أو علة في اتجاه يجعل الكفة الأخرى ترتفع دون الأولى، وهي حسابات منطقية تخضع لها أراء وتعترف فيها وجهات النظر حتى وان تقاطعت بصدد سلوكيات هامشية، وهذه الفاصلة تسري يقينا على مضمون كرة القدم، التي تبقى بحكم مكانتها وشعبيتها وتأثيرها، تتقدم ركب الفعاليات الرياضية في كل أنحاء المعمورة.
ومع تسليمنا، بأن الذين يتعاطون مع شؤون كرة القدم في بلدان العالم يسيرون في تحديد الأوليات واختيار الأهداف لإصابة النتائج الايجابية وفق معايير موضوعية تجعل من هذه اللعبة فعالية جماعية النتيجة، أي أن تكون أطراف الفريق من إدارة وملاك تدريبي ولاعبين وأيضا الجمهور عوامل تتضافر جميعها لبلوغ المُراد ويُشار لهم عند تحقيق النتيجة الايجابية وتُؤَشر عليهم مآخذ في حال تعثرت التشكيلة وهو الأمر المنطقي، فان الحاضر عندنا غير ذلك تماما مع أننا شعب يعشق كرة القدم كعشقه للمسؤول!، حيث ترى الأمور تسير في فلك غير المتعارف عليه.
فالنتائج الايجابية، التي يُصيبها الفريق في أي مناسبة تُجيّر لحساب الأطراف المختلفة وهنا تكون حصة المُدرب فيها أسهما قليلة لا تتناسب والجهود الفنية الحقيقية، التي يبذلها هو ومساعدوه، حيث تسمح بقية الأطراف لنفسها بنيل حزمة كبيرة من الأضواء تحت عنوان الدعم غير المنظور..نقر أن الفعالية هي لعبة جماعية في الحضور لكن ذلك لا يعني أن تُوضع جهود جميع الأطراف في خانة واحدة وتكون مُتساوية لان الواقع يُشير الى التفاوت في حجم العطاء بين شركاء المسؤولية.
الذي نريد التأكيد عليه هو أن التباين في تحمل التبعات عند التعثر، غالبا ما يسبب الإرباك في انسيابية العمل ويخلق حالة من عدم الاستقرار في تفكير المدربين، لان جل اهتمامهم يكون منصبا باتجاه الوقوف على ردود الأفعال، التي يُمكن أن تُبديها الأطراف الأخرى في حال اخفق الفريق..من هنا فان المنطق يتطلب أن يركن جميع الشركاء من إدارة ومدرب ولاعبين وجمهور إلى الإقرار بان الجميع يتحمل تداعيات الإخفاق طالما أنهم يُسارعون لتقاسم (كعكة) الانتصار. نعم، تأتي مُباريات يكون المدرب هو المسؤول إلى درجة كبيرة في خسارة الفريق وهذه الحالة تَفرضُ علينا وعلى المدرب الاعتراف بذلك، لكننا نتحدث في هذه الفسحة، عن غالب الأمر والذي نُريده أن يكون مبدأ يسري في التعامل بين أذرع الفريق المختلفة، لنكون مُنصفين أكثر عند الشروع بتقييم أداء الفرق والخوض في تحديد أسباب الإخفاق، ولكي لانُقدم باستمرار المدرب قربانا للتعثر، لان هذا الموضوع يقف على درجة كبيرة من الأهمية، طالما أن في حيثياته السلب والإيجاب، وإذا نشدنا السير على طريق ايجابياته، فانه يتعين علينا أن نكون أكثر موضوعية ونُؤطر لوحة التقييم بحدود واضحة تدعمها معايير الشفافية.