مراكز الرياضة النسائية...رشاقة وتجميل وملتقى اجتماعي

اسرة ومجتمع 2019/02/15
...

بغداد / شذى الجنابي
مراكز الرياضة النسائية اتسع مداها بكثرة في  بغداد والمحافظات حيث زادت الرغبة لدى المرأة للظهور بجسد رشيق على اثر تغير طبيعة حياتها بعد اطلاعها على التطورات الحاصلة في اهتمامات المرأة العصرية بالعالم، بالاضافة الى انها باتت متنفسا لها تبحث فيه عن سبل لتفريغ همومها واسترجاع ذكرياتها والتفكير بوضع خططها المستقبلية لاسيما بعد ان اصبحت لا تخلو من الصالونات التجميلية التي باتت مرافقة لها
صعوبة الحركات
بأعلى صوتها تطلب مدربة "الجيم" من السيدات بتقليدها في حركاتها العضلية الخاصة بتقليل الأوزان وحرق الدهون  باجسامهن، بالرغم من صعوبة الحركات نجدهن اكثر طاعة في ممارسة التمارين الرياضية مع صوت موسيقى الراب الغربي، المدربة الرياضية في احد المراكز علا فؤاد – متزوجة ولها ثلاثة اولاد - خريجة علوم كيمياء، تقول:  تخصصي ليس له علاقة بالرياضة وعملت بالتدريب الرياضي لمدة سنتين في عدد من القاعات، وتدربت على يد زوجي كونه كابتن رياضة، واصبح ارتياد الفتيات الى المركز بكثرة بسبب رغبتهن في الارتقاء باجسادهن وقوامهن الممشوق ولديهن وعي صحي بالدرجة الاولى، ولكن هذا الامر لا يتوقف على تغيير وعي المرأة المجتمعي وخصوصا بعد انتشار المراكز على مواقع التواصل الاجتماعي التي لعبت دورا مهما في تشكيل ثقافة اللياقة البدنية، مما ادى الى زيادة أعداد المشتركات بشكل يومي ومن مختلف الاعمار، وخصوصا في العطل المدرسية بعد تفرغ الام من دراسة اطفالها، ويتضمن منهاجنا برامج رياضية مثل رقصة الزومبا على الاغاني الاجنبية ، والملاكمة التايلندية، واجهزة البترو لايف الخاصة بالعضلات، والتمارين السويدية التي تكون على شكل كورسات كل واحد منها يكون لمدة ثلاثة ايام، والكروسفيت وهي رياضة تجمع بين رفع الأثقال والجري، وأثبتت فعالياتها لإنقاص الوزن المكتسب وحرق الدهون المتراكمة بأحدث الأجهزة، لذلك بادرت اغلب المتدربات على شراء الاجهزة الرياضية الخاصة بالرشاقة للتديب في منازلهن والاستمرار بالتمارين باعتبارها مكملة للبرنامج واتباع حمية غذائية لتخفيف اوزانهن، ومعالجة الترهلات وشد الجسم، واكدت علا بان المرأة اصبحت تنافس الرجل في ممارسة الرياضة كالاثقال والتايكوندو الخاصة للرجل وممارستها بشكل مستمر للحفاظ على صحتها .
زيادة الأقبال
من جهتها اكدت المديرة الادارية لمركز رياضي نسوي في بغداد الهام فؤاد : كنت اتردد دائما على مراكز الجيم واعجبت كثيرا بعملها واقترحت على ابي واختي للمشاركة بافتتاح مركز خاص بالسيدات ، وفعلا نفذنا المشروع بعد ان قدمت استقالتي من التعليم كوني معلمة في احدى المدارس وراتبي لا يكفي لمعيشة اسرتي، ومنذ العام الماضي 2018 تم افتتاحه بالتعاون مع زوج شقيقتي كونه كابتنا رياضيا والمسؤول عن شراء الاجهزة الرياضية وصيانتها بشكل مستمر، وترى ان المشكلة التي واجهتها في بداية الطريق هي ضعف الإقبال في المناطق الشعبية نظرا لسطوة الرجل الذي يقبل لنفسه امورا يحرمها على زوجته او ابنته ومنها ارتياد قاعات الرياضة وعدم قناعته بابتعادها عن اطفالها ومهامها المنزلية ، بالرغم من رغبتها للالتحاق بالصالات الرياضية، ولكن بالوقت الحاضر ازداد عددهن نظرا لمعرفتهن بالبرامج الخاصة بالمركز .
واوضحت بان المكان يعد المتنفس الوحيد لهن في ظل عدم وجود فرص عمل للعاطلين، ويلجأن له برغبة شديدة بسبب غياب الأماكن الترفيهية، واصبح ايضا مكانا اجتماعيا ومن خلاله يمكن اتاحة فرص الزواج امام الفتيات بعد اختيارهن من قبل زميلاتهن اللاتي يمارسن الجيم وفعلا حصلت 
هكذا مناسبات.
 
ضرورة حياتية
استشارية التجميل اسراء فوزي– خريجة تحليلات مرضية منذ ست سنوات – وهي تعمل بمركز يضم جما رياضيا بالاضافة الى صالون تجميلي بعد مشاركتها بدورات تجميلية في لبنان ذات اهمية كبيرة للمرأة ومنها دورات الميزوبلازما التي تعطي نضارة للبشرة لان المرأة بعد التمرينات وثم تقليل وزنها تحتاج الى هذا العلاج ، وايضا حاجتها الى تقنية (بي بي كلو )الذي يقوم على تجديد البشرة تقول: مع الاسف البعض من النساء لم يلتزمن بالجلسات العلاجية نظرا لبعد مكان المركز عن موقع سكنهن او بسبب الظروف المادية ، مبينة بان الكثير منهن اصبح لديهن وعي كبير بأهمية الرياضة، ليس للحفاظ على أجسادهن وحمايته من الشيخوخة والترهل فقط، بل لترويح عن النفس وتجديد الدورة الدموية
 ما يعطيهن قدرة للتعامل مع الضغوطات اليومية المتزايدة في المنزل فصار التعامل مع الرياضة
 كضرورة حياتية .
 
مكان للتعارف 
صالات الجيم اصبحت مكانا للتعارف والعلاقات الجميلة بين الفتيات وتفريغ مشاكلهن وهمومهن الحياتية، وقد وجدنا اقبال كبير من قبل النساء منها من جاءت لكسر حالة الملل والتخلص من وقت الفراغ لديها، واخرى من جاءت لتقليد زميلاتها ممن ذهبن الى تلك الأماكن، لكن الهدف الغالب هو انقاص الوزن .
اعتبرت هدى يوسف ، موظفة ، 35 عاما ، ومتزوجة ولديها طفلان ؛ أن ممارسة الرياضة هي موضة العصر، لذلك بادرت بشراء الملابس الرياضة بعد تشجيع من زميلتها للذهاب الى المركز لا سيما وانها صارت تعاني من زيادة الوزن بعد زواجها ، تقول : بالرغم من التعب والمشقة والالتزام الوظيفي وادارة الامور البيتية والاولاد التحقت بالجيم ، بتشجيع زوجي الذي لا يمانع من ذلك بل سهل عليّ بعض المسؤوليات ، وتابعت ضاحكة اصبحت سريعة الحركة بعد نقص وزني 3 كيلو غرامات بالشهر، وانجز كافة اعمال المنزل دون الشعور بالتعب
 او الملل.
 
مواكبة الموضة
بأنفاس عميقة وجهد كبير تقول
( م، ع) التي رفضت ذكر اسمها ، تجاوزت الثلاثين من عمرها، وعاطلة عن العمل منذ تخرجها من الجامعة قبل ست سنوات
 احاول تمرير أوقات فراغي الطويلة وتغيير نظام حياتي فالرياضة هي المتنفس الوحيد لي وتأثيرها الإيجابي في الجانب النفسي والاجتماعي كبير لدي ، حيث ان رغبتي شديدة في بناء قوامي بشكل صحيح من أجل مواكبة الموضة العالمية في ارتداء الأزياء الحديثة.