مشكلات التهديف وبطء إيقاع الهجمة أمام مرأى كاتانيتش

الرياضة 2021/05/29
...

  تحليل :علي النعيمي
دعونا نناقش اليوم من زاوية التحليل الكروي، بعض المشكلات التي واجهت منتخبنا الوطني منذ فترة طويلة والتي تتعلق بصعوبة التهديف – أي قدرة اللاعبين على التسجيل وترجمة الفرص المتاحة لهم عطفاً على أسلوب اللعب والحيازة المطلقة على الكرة 
 
 بالإضافة الى إيقاع الهجمة – التي تعني سرعة التحرك نحو المرمى وسرعة حركة الكرة عطفا على وقت الاستحواذ - وعليه نقول ان أول ما يبحث عنه المحلل الفني في أي فريق هو قدرة وإمكانات اللاعبين في التسجيل والانهاء واحراز الأهداف من أوضاع مختلفة وطريقة توظيف المهارات الأساسية المشتركة باستخدام القدمين او التهديف بالراس لاسيما في مربع التهديف، وعادة ما يرتبط التهديف بشقين مهمين  :
أولا : مرحلة خلق حالات التهديف
تعتمد بالدرجة الاولى على التكتيك الهجومي المستخدم في التحضير وبناء اللعب والية الوصول الى مرمى المنافس وما يلي:
1 - الكرة خارج منطقة الجزاء:
أي طريقة اللعب التموضعي Positional attack الذي يتيح لأي فريق إمكانية التمركز بين خطوط اللعب في الثلث الدفاعي للمنافس وتكوين زيادة عددية فعالة على قوس الجزاء وتتيح لحامل الكرة العديد من خيارات التمرير.
2 - الكرة داخل منطقة الجزاء
قدرة الفريق في تفعيل (اللعب الفردي – التكتيك المركب – أسلحة الهجوم) بالإضافة الى قرب اللاعبين من مربع التهديف في مرمى المنافس.
3 - الكرة البينية او Breaking pass او التمريرة المفتاحية وتخطي اكثر من خط دفاعي او تفعيل الكرة الثانية .
ثانيا- مرحلة التهديف والانهاء وتعتمد على الحالات التالية:
1 - حالات التهديف المتنوعة التي تبرز قيمة تكنيك اللاعب ومهارته الأساسية في التصرف.
2 - مسافة التهديف إن كانت اقل من 11 مترا او ما بين 11 و20 مترا او أكثر من 20مترا.
 3 - سرعة وايقاع الهجمة في منطقة جزاء المنافس في حالتي اللعب (المفتوح والثابت).
4 - طريقة التنظيم الدفاعي للفريق المنافس من حيث التمركز او طريقة دفاع المنطقة والملازمة.
مما تقدم دعونا نستعيد اشرطة العديد من المباريات لا بل نتوقف عند أحدث تجريبية لمنتخبنا ضد طاجيكستان الأخيرة التي انتهت بالتعادل السلبي، لنتساءل هل استغل لاعبونا ونفذوا الشروط اعلاه رغم عديد الفرص السانحة؟ ولم كل هذا الإصرار الغريب من بعض اللاعبين على قرار التسديد من دون تفعيل أسلحة الهجوم واللعب المركب البسيط او التحديات الهجومية المشتركة بعمل تحرك وسحب الدفاع معه لخلق مساحة لانطلاق لاعب آخر في تلك المساحة.. تغيير أوضاع الركض من دون كرة على شكل V او U الركض التداخلي الأعلى والاسفل واللعب مع الجدار الخ. اما المعضلة الثانية فتتلخص بسرعة الهجمة وايقاعها فلا تزال انديتنا العراقية ومنتخباتنا تؤدي سرعة تحرك الكرة من مناطق التحضير والبناء الى مرحلة التهديف بريتم واحد وليس بإيقاع خاطف وبشكل متسارع بخلاف المنتخبات العالمية التي تزيد من إيقاع الهجمة في الثلث الهجومي او على مشارف منطقة الجزاء لزيادة عامل المباغتة وعدم التوقع بالحل او بالقرار لذا نرى ان كاتانيتش مطالب بتطوير هذه الجوانب التكتيكية خلال مباراة اليوم امام النيبال وتصحيحها مستقبلا في المواجهات الحاسمة من التصفيات المونديالية المقبلة ان شاء الله.