الابتزاز الالكتروني يدٌ تخترقُ المجتمع

آراء 2021/05/30
...

  نبراس الطالقاني
في خضم ثورة التكنولوجيا وتطوراتها، ظهرت أنواع مستحدثة من الجرائم الناعمة تعرف بالابتزاز الالكتروني، وهي ظاهرة خطرة تقرع أجراس كل بيت فتنجم عنها خسائر قد تؤدي بسمعة الأهل وتمس شرفهم. هذا النوع من الجرائم يمتد ليمسك بالإناث والذكور على السواء، مخترقين أصغر ثغرة بهم عن طريق التقنيات أو بعض الأدوات المعرفية للإيقاع بالضحية، لتنتج عنه خسائر عن طريق هتك السمعة الاجتماعية وخسائر على الصعيد النفسي والاقتصادي كذلك. ومنها الاختراق لسلب المعلومات المشفرة لدى مركز بنكي أو شركة خاصة. ولا يخفى أن تتطاول خسائر هذه الجرائم فتمس القوة الأمنية والثقافية.
الابتزاز الالكتروني يتسبب في اسقاط ضحايا من الجنسين، ما يدفعهم إلى محاولة التخلص منه بشتى الطرق، تجنبا للفضائح التي تنجم بإرادات المبتزين. ويظهر بين كل (100) شخص كنسبة تقديرية يستخدم الانترنت هناك واحد تعرض للابتزاز، خصوصاً في الآونة الأخيرة إذ زادت ضحاياه من عام 2019 إلى 2020، فيتم يوميا استقبال اكثر من 30 حالة ابتزاز متنوعة على مدار 24 ساعة في عموم العراق.
الابتزاز الالكتروني من الجرائم الناعمة لخلوه من العنف، إلا أنها وجه آخر للجريمة التقليدية.
غالباً ما يلعب المبتز الكترونياً على وتر الخوف والوهم، فسلاحه أن يخيف الضحية بامتلاكه للمعلومات الشخصية فعلاً، أو أنه لا يملكها ولكنه يدعي ذلك، فيترتب على الضحية آثار نفسية وتداعيات خطيرة قد تؤدي بحياته، فيأخذ به الخوف للانتحار هرباً من العقوبات، أو يرضخ لمطالب المبتز، فيترتب على ذلك إرباك مجتمعي، ومساس بشرف الأسرة وتهديمها.
 
1 - عادةً ما يقوم بعض الأشخاص بنشر صور عائلية خاصة داخل غرف الدردشة مما قد تتعرض هذه الأجهزة للقرصنة والتهكير، فيقوم المبتز بتهديد صاحب الصور للحصول على اطماعه الجشعة.
2 -  الافصاح المبالغ فيه للحياة الشخصية، فنرى منصات المواقع تعج بالمعلومات التي من السهولة الحصول عليها لو اردنا معرفة هوية الشخص، كعنوان المنزل، والبريد الالكتروني، أو الإفصاح عن كلمات المرور الخاصة وهذا النوع من الأسماك سهلة الاصطياد من قبل المبتزين
والقراصنة.
 
يعزى ذلك للكثير من العوامل منها:
1 - ضعف الواعز الديني والإنساني: نرى الكثير من بات ينفر من المواعظ الإنسانية والقيم الدينية لأسباب مختلفة، فجعل الشاب والشابة يلجآن لمثل هذه المظاهر المنحرفة، فتخلق زبداً سميكاً من الآثام على القلب.
2 - التخلف والفقر والبطالة: فهذه تجعل الشخص يقوم بمنحى الابتزاز للحصول على الأموال بطرائق بشعة ورخيصة.
3 - قلة الثقة بالنفس: فهو عامل يجعل المبتز يلجأ لإثبات ذاته بأي عمل أو حيلة ليسد نقصه ويتباهى.
 
1 - نشر الوعي المجتمعي وعمل بوسترات تعريفية تحتضن ارقام الأمن الالكتروني، فهي تشجع من تعرض للابتزاز للإبلاغ وبسرية تامة، وتتسم هذه الجهات بسرعة الرد والاستجابة فلا ينبغي التواني عن ابلاغها.
2 - تصميم تطبيق آمن وفعال يكون متاحاً في متاجر التطبيقات، يختص بمعالجة مشكلات الابتزاز، ويمكن للمعنيين متابعة هذا التطبيق واعطاء الحلول لمستخدميه أولا
 بأول.
3 - عدم قبول الحديث مع أشخاص يملكون حسابات جديدة أو أسماء وهمية، فغالبا ما يقع الشخص بالمشكلات لقبوله الحديث مع أشخاص ليست لديه معرفة مسبقة بهم، أو يقبل بالحديث مع شخص يحمل اسماً وهمياً، فظاهر هذه الحسابات هو التعارف وتوطين العلاقات الاجتماعية بمسميات الحب والاهتمام ولكن باطنها الخداع، فتنتج عنها اتصالات متكررة وفتح للكاميرا وتسجيل للضحية المبتزّة، وغالباً ما يستهدف الفئات العمرية التي تتراوح أعمارهم بين 15- 30 سنة، فيترصد كل شخص لديه مشكلات حياتية مما يضطر للحديث والاستجابة مع المبتز، وبسبب ذلك قلة الوعي الأسري ودورهم التثقيفي
للأولاد.
4 - عندما يضعك المبتز في مرمى ابتزازه قم بحظره فوراً، وعليك أن تشيع خبراً لمن حولك أن حسابك قد اخترق تمهيداً لخطوات مستقبلية، وهذه حيلة ذكية قد يتعامل معها الضحية لتجنب الاضطهاد الشخصي، وبعدها قم بغلق جميع حساباتك بعد أن تبلغ الجهات المعنية بهذا
الشأن.