إعداد: الصباح
قبل أنْ تنهي قراءة الرقم المكوّن من عشرة مراتب، تكون الساعة السكّانية قد ازدادت بثماني ولادات إضافيَّة على الأقل. ولو حاولت كتابة الرقم بالكلمات، سيكون قد ازداد بمقدار عشرين ولادة قبل أنْ تتمم عملية كتابة الرقم.
واحد من مشاريع الأمم المتحدة هو ما يعرف بـ (worldometers)، أو {الساعة السكّانية». وهو مشروع يقرأ إحصائياً التغير في الأعداد البشريَّة لعددٍ كبيرٍ من الدول، ويمنح الفرصة لفهم هذا التغيير وقراءة مستقبله.
لحظة إعداد هذا التقرير كانت الساعة السكّانية تقرأ العدد التالي لسكّان الأرض: 7868910500، سبعة مليارات وثمانمئة وتسعة وستون ألفاً تقريباً. بينما يبلغ معدّل الزيادة اليومي لسكّان الأرض بحدود 47 ألفاً في اليوم. وهو الفارق بين الولادات الجديدة والوفيات.
وما زال التعداد البشري الأكبر حسب البلدان، هو من نصيب الصين بـ 1.44 مليار نسمة. تليها الهند بـ1.39مليار نسمة. تليها الولايات المتحدة بفارق كبير وبتعداد 333 مليون نسمة. ثم أندونيسيا بـ 277 مليون نسمة. والباكستان بـ 225 مليون نسمة.
لكنَّ الأهم من هذا، هو أنْ نفهم معدلات الزيادة وتوزيعها لنفهم شكل العالم بشرياً. كيف كان وكيف سيصبح؟.
يقول المشروع، إنَّ سكّان العالم كان بحدود 8 ملايين نسمة مع اكتشاف الزراعة قبل 8 آلاف عام. ووصل الى 200 مليون مع الألف الأول الميلادي. ومع حلول عام 1800، وصل تعداد العالم الى 1 مليار. وعام 1930، صار التعداد 2 مليار. وصولاً الى العام 2000 حيث تجاوز 6 مليارات نسمة.أما معدّل الزيادة السنوية (YGR)، فهو معيارٌ يدعو الى التمعن. عام 1950، كان العالم يزداد بنسبة (1.8 %) سنوياً. وارتفعت هذه النسبة الى أقصى حدٍ تاريخي لها فـــــــي العــــــــــــــــام 1970، إذ كـــــانت 2.2 %. إلّا أنها منذ ذلك الحين واصلت الانخفاض لتصل اليوم الى 1 % تقريباً. ويرى الخبراء أنَّ نسبة الزيادة السنويَّة ستواصل التراجع لتصل الى 0.5 % سنوياً بحلول العام 2050. وقتها سيكون تعداد سكان العالم بحدود 10 مليارات نسمة.
السنوات السبعون الماضية وصولاً الى يومنا هذا ماذا شهدت؟. لقد شهدت انخفاض معدل الزيادة السنويَّة الى النصف تقريباً. كما شهدت ازدياد الكثافة السكانيَّة في المناطق الحضريَّة التي ارتفعت من 19 شخصاً لكل كم2 الى 53 شخصاً لكل كم2.
هذا يعني أنَّ الناس باتت تسكن المدن بثلاثة أضعاف ما كانوا يفعلون قبل 70 عاماً. أما التوزيع المناطقي لمعدل الازدياد، فما زالت آسيا هي ثقل العالم، بما يقرب من 60 % من سكان الأرض، لكنها ليست الأعلى في معدلات الزيادة. إذ تتصدر أفريقيا بمعدل زيادة سنوية 2.5 %. وهو الأعلى في العالم. تليها أميركا الجنوبيَّة بمعدل 0.9 % سنوياً. تليها آسيا بمعدل 0.8 % سنوياً. وأخيراً أوروبا بمعدل هو الأقل، إذ يبلغ 0.06 % سنوياً.
معدل أعمار البشر الأحياء تغير أيضاً. في العام 1950، كان معدّل أعمار الناس الأحياء في حدود 23 سنة. وفي العام 2020 وصل الى 31 سنة. ويتوقع أنْ يصل الى 36 سنة مع العام 2057. هذا يعني أنَّ تعريف المفهوم العمري للشباب قد تغير حرفياً.
معدلات الخصوبة (عدد الأطفال لكل امرأة متزوجة) هي الأخرى قد تغيرت بشكلٍ ملحوظ. ففي العام 1950 كان معدل الخصوبة 4.97، وارتفع في الستينيات ليصل الى 5، لكنه انخفض ليصل اليوم الى 2.47.
ويتوقع العلماء، أنْ يعيش 73 % من سكان الأرض في المدن بحلول العام 2050.
وما زالت المرأة الأفريقيَّة هي الأعلى في الخصوبة، إذ تصل معدلات الخصوبة في النيجر، ونايجيريا ووسط افريقيا الى 5.7 لكل امرأة. وبمعدل زيادة سكانيَّة سنويَّة أعلى بثلاثة أو أربعة أضعاف على الأقل من المعدل العالمي. تحقيقاً للمعيار الاجتماعي الصادق، وهي أنَّ الفقر والجهل والمرض تدفع الى زيادة سكانيَّة غير مدروسة.