الملاكمة ليست حكراً على الرجال

الرياضة 2021/06/02
...

 بيروت: غفران حداد 
نورما ابو السندس أول مدربة ملاكمة معتمدة من الاتحاد الاردني للملاكمة، حاصلة على بكالوريوس علوم مالية ومصرفية وعشقها للملاكمة جعلها تؤسس وتدرب في ناد خاص بها، لتكون فيما بعد مدربة درجة ثالثة في الاتحاد الاردني للملاكمة. الصباح الرياضي التقت السندس للحديث عن مشوارها وتطلعاتها.
 
*كيف كانت بداياتكِ كمدربة ملاكمة؟ ومن شجعكِ؟
_بدايتي كانت في مجال الملاكمة باقتراح وبتشجيع من مدرب ملاكمة مخضرم اقنعني بممارسة هذه اللعبة فقد كنت ومنذ الصغر امارس أكثر من لعبة، وكانت لدي قناعة اني سوف اثبت جدارتي في لعبة الملاكمة، وفعلا والحمد لله اثبت جدارتي فيها.
اما بدايتي كمدربة ملاكمة، فكانت من خلال دورة اعداد مدربين بالاتحاد الاردني للملاكمة درجة ثالثة شاركت فيها وكنت البنت الوحيدة فيها بين 38 شابا، وتقدمت للامتحان النظري والعملي ونجحت وحصلت على علامة فيها.
*كيف استطعت اختراق الاحتكار الذكوري للملاكمة في ظل مجتمع عربي تحكمه العادات والتقاليد؟
- استطعت اختراق احتكار الذكور للملاكمة، لقناعة عندي بأن البنت لا يصعب عليها اي شيء او عمل يقوم به الرجل، اذا توفرت عندها الارادة والتصميم على فعل ذلك، مع تباين القوة العضلية التي خلقها رب العالمين لكلا الطرفين ، الا انها تستطيع فعل الشيء نفسه بل وتتحدى فيه اي رجل على اتقانها لهذا الشيء بفضل من الله، وبهذا الاصرار والعزم استطعت ان اكسر نظرة المجتمع بعاداته و تقاليده واقناع جزء من المجتمع بأن هذه الألعاب ليست حكرا على الرجال بل للنساء ايضا وذلك لفوائدها الجسدية والعقلية والذهنية فضلا عن امكانية حماية نفسها بنفسها. 
تحدٍ
* ما التحديات التي واجهتيها لتحقيق هذا الحلم؟
_التحدي الاكبر هو رفض والدي ليس للملاكمة فحسب، بل لفكرة التحاقي منذ طفولتي وفي سن متقدم بأي منتخب وطني خوفا من ان اسافر خارج البلد حيث كان هذا امرا مرفوضا بالنسبة له، اما الان فقد اصبح مشجعا لي بعد ما اصررت على مواصلة رياضتي المفضلة واقنعته بشغفي بها اليوم امتلك نادي ملاكمة خاصا حتى انقل رسالتي لكل البنات اللواتي يمتلكن شغف الملاكمة مثلي.
*برأيك ما سبب عدم وجود نساء تمتهن لعبة الملاكمة مقارنة بالرجال؟ هل لقلة اقبال الفتيات على مثل هذه الالعاب؟ أم بسبب تقاليد المجتمع؟ 
- الجواب يحتمل شقين، اولا قلة توفر المواهب النسوية وضعف اقبال الفتيات على ممارسة الرياضة بشكل عام وتحديدا هذه اللعبة ومنهن من تقتنع ايضا بأنها لعبة رجولية لا تليق بها، والشق الثاني توفر الموهبة لكنها متخوفة من نظرة المجتمع وعدم قدرتها على مواجهة هذه النظرة ومحاولة اقناعهم بها.
* ماهي نشاطاتك اليوم في مجال الملاكمة ؟
- حاليا ومع الوضع الصحي العام في جميع العالم بسبب جائحة كورونا، لا توجد مسابقات، باستثناء مشاركتنا العام الماضي في بطولة المملكة للسيدات بإحدى لاعباتي للوزن فوق الثقيل وحصدنا الميدالية الفضية والمركز الثاني على مستوى الأردن، واطمح للمشاركة في العديد من المسابقات عندما تتحسن الاحوال الصحية ويسمح باقامة المسابقات الرياضية.
*هل يمكن ان تعتزلي او تعلقي نشاطكِ كمدربة ملاكمة مقابل حلم الأمومة والزواج ؟
- الأمومة غرسها الله عز وجل عند النساء، بالتأكيد اتمناها، وممكن ان اعلق نشاطي فيها تعليقا مؤقتا لإعطاء حق الأمومة، ومن ثم استأنفه، لكن لا الغيه تماما بل اشجع شريك الحياة والاطفال على ممارستها، والزوج الذي سارتبط به يجب ان يكون بالاساس متقبلا لفكرة هذه الرياضة وبعد الزواج يشجعني ويقف بجانبي كما سأقف بجانبه واسانده بتحقيق أحلامه، علينا ان نكون مكملين لأحلام بعضنا البعض.