الفاسدون يتنمرون

آراء 2021/06/02
...

 نوزاد حسن
 أعني بالتنمر السياسي خضوع شعب باكمله او قسم كبير منه الى عمليات فساد منظمة, والى سوء استخدام السلطة, وكذلك شتى أنواع المخالفات التي تضر بوحدته المجتمعية والنفسية ايضا.
 هذا التعريف هو افضل ما يمكن أن أقوله لوصف كل ما رافق العملية السياسية منذ عام 2003 وحتى هذه اللحظة
لكن هذا لا يعني أننا كنا قبل عام 2003 نعيش في جنة ارضية صنعها لنا نظام البعث. لقد كنا في حقيقة الامر نعيش تنمرا سياسيا من نوع اخر ومختلفا. فكل شيء كان يتنمر علينا. اللون الزيتوني وجود المنظمة الحزبية, الخدمة العسكرية, سنوات خدمة الاحتياط, الحروب, والانفصال عن العالم.كل ذلك كان يسيء الينا, ويشعرنا اننا موجودون في المكان الخطأ الذي لا يصلح للعيش.
للتنمر السياسي نتيجة واحدة هي تدمير البنية التحتية تدميرا كاملا. واظن أن أحد اخطر مظهر من مظاهر التنمر السياسي الموجودة الان هو الفساد. وأنا أسمي هذه الآفة بالكارثة الوطنية التي يجب التخلص منها. ومن استمع الى ما قاله رئيس الجمهورية برهم صالح قبل ايام يدرك الى اين وصل بنا الفساد.
مشروع القانون الذي قدمه رئيس الجمهورية اسمه «مشروع قانون استعادة عائدات الفساد». وهذه ليست هي الدعوة الاولى التي يتوجه بها احد المسؤولين لمحاربة الفساد وايقافه عند حده، فهناك دعوات ولجان شكلت من دون ان ينتهي الفساد او تخف شهوته عن السرقة قليلا.
في مشروع رئيس الجمهورية اشارة الى حجم المال الذي اختفى بسبب الفاسدين. ولكي نتخلص من هذه المشكلة الوطنية دعا صالح الى اقامة تحالف دولي لوقف الفساد, وربط بينه وبين الارهاب.
ما معنى هذا؟ انه يعني ان هناك تنمرا بشعا يمارس ضد ابناء الشعب, ولا يستطيع احد ان يوقفه الا بمساعدة دولية. هذا في الحقيقة شيء مقلق جدا بالنسبة لنا.
في الواقع لا اعرف رد فعل المتنمرين سياسيا وهم يستمعون الى كل المطالبات بايقافهم عند حدهم؟ كيف ينظرون الى مثل هذه المطالبات, وهل يأخذونها على محمل 
الجد؟
الفساد اذن هو تنمر من نوع خاص, وتزوير الانتخابات وشراء الاصوات والسلاح المنفلت والاغتيال وغير ذلك، هي صور للتنمر التي تجعلنا نعاني نفسيا, ونفقد الثقة بالعملية السياسية كلها التي تواجه في كل يوم مأزقا جديدا.