باسم عبد الحميد حمودي
يوم الفولكلور العراقي مطلبٌ ثقافيٌّ شعبيٌّ نروم أنْ يتحققَ يوماً ما لتشعر طبقات المجتمع العراقي بأسرها أنَّ هناك اهتماماً شعبياً ورسمياً بمظاهر الحياة اليوميَّة العراقيَّة الآتية من امتدادات تاريخيَّة مجتمعيَّة, ولكل منطقة عراقيَّة أشغالها الفولكلورية ومظاهرها التي قد تتشابه مع سواها في مناطق أخرى أو تختلف.
يوم للفولكلور العراقي تتكون مظاهره في كل محافظة ومدينة انطلاقا من هوية المنطقة واشتغالاتها الفولكلورية الخاصة، ومنها:
غناء القرويات في كركوك وأداء المقام البغدادي والنايل الفراتي والمراداة البدوية والشدة البصرية الغنائية، فضلا عن أداء النوبان على انغام الصرناي, والاغاني والبستات الموصلية تتشابك مع ألوان الدبكة الكردية وغناء الحيران السليماني الأربللي.
كل ذلك يتعاشق مع أغاني الجنوب ذات الشجن الخاص ومطبج الوسط الفراتي وربابته, وصياغات المقام العراقي بكل تنوعاته.
ذلك مظهر من الأداء الغنائي الخاص الذي يكون جزءا من أداء اليوم الفولكلوري العراقي الذي يقدم فيه الطعام العراقي المتنوع والمختار من كل بيئة عراقية, الى جانب عروض الصناعات الشعبية الجلدية والنحاسية والخشبية, فضلا عن ماكيتات العمارة العراقية المتعددة التي يتولى تنفيذها مختصون بالمعمار العراقي المتعدد الأشكال والبيئات.
فولكلور المدينة لايتشابه بالضرورة مع فولكلور الجبل والصحراء, وفولكلور البداوة الغربية ليس نسخة من فولكلور مناطق الأنهار، ولكنه لا يتقاطع معه بالضرورة, ولكل بيئة خصوصياتها.
القول في الإنشاد الشعبي العراقي يبدأ بالإنشاد الديني وقراءة المقتل الحسيني والتعزيات, والتمجيد في الجوامع، وصولا الى الإنشاد في تجمعات اجتماعية اخرى لفنون القول والأداء.
يصاحب اليوم الفولكلوري العراقي محاضرات خاصة لمختصين في كل محافظة، واحتفال فني مناسب وصولا الى قيام سوق فولكلورية في كل محافظة تتنوع فيها العروض والازياء والصناعات الشعبية.
هذا الثراء في التنوع العراقي الفولكلوري يتطلب تخطيطا واعيا تشارك فيه الدولة مع المنظمات الشعبية المهتمة ليكون يوم الفولكلور العراقي عاما شاملا تشارك فيه كل المدن العراقية, بعد التخطيط الجيد له وتنفيذه كواجب عراقي مهم.. لمن يحب العراق وأهله.