نساء حقيقيات

اسرة ومجتمع 2019/02/16
...

*عدوية الهلالي 
كانت تسعى دائما الى منافسة فتيات العوائل الراقية كنوع من الاعتداد بنفسها ...حين دعتها زميلتها “ الراقية “ الى حفل عيد ميلادها لبت دعوتها فورا وارتدت افضل مالديها لتبدو اجمل من صاحبة الحفل نفسها ..في منزل زميلتها الفخم ، اكتشفت ان الحفلة اقتصرت على مجموعة قليلة من الشباب والشابات الذين يتصرفون باسم التحرر بطريقة اثارت الرعب في 
قلبها ...وحين حاول احدهم مضايقتها ، انطلقت هاربة وقد قررت الا تغير جلدها بعد الان حتى انها نسيت ان ( تشكر ) صديقتها على دعوتها ..!!
تعتقد بعض الفتيات ان ( الرقي) هو اتباع آخر خطوط الموضة وتضمين اللهجة العراقية بعض الكلمات الاجنبية وممارسة سلوكيات تتنافى وطبيعة مجتمعنا وعاداته وتقاليده ، لكن الرقي الحقيقي يكمن في أن تعرف الفتاة ماذا تريد وكيف تحقق ماتحلم به على أرض واقعها وضمن بيئتها ووفق امكانياتها ..فهنالك انواع من 
الفتيات ..
منهن من تعيش في عالم الخيال وتحلم بمستقبل زاهر وحياة مملوءة بالسعادة ومكانة اجتماعية مرموقة وحالة اقتصادية مرفهة، بينما لاتحمل شهادات علمية او مؤهلات اجتماعية أو اقتصادية تؤهلها لهذا الحلم الرومانسي ، ومن هنا يحدث تصادم بين الواقع والخيال ومع ذلك تصدق الخيال وتكذب الواقع ، وتصف المجتمع بالظلم وبأن حقها مهضوم ، وهنالك من تعتمد على الآخرين وتحتاج الى رعاية الاهل الدائمة والالتصاق بهم بسبب الخوف الشديد من الانفصال وتحمل المسؤولية وصعوبة اتخاذ  القرارات والقاء تبعة اخطائها عليهم وفقدان الثقة بالنفس..
اما النوع الثالث فهي الفئة التي يتشرف بها المجتمع لأنها تدرك دورها ومسؤولياتها جيدا ،فتبحث عن ذاتها محاولة تفجير طاقاتها العلمية ومواهبها المختلفة لتضع بصمة على طريق المستقبل فليس هنالك شيء مستحيل لديها مادامت تملك الطموح والقدرة على العمل ومواجهة 
الصعوبات ..
هذه الفئة هي التي تقدم للمجتمع نساء حقيقيات لايتركن للمصادفة ان تختار لهن مستقبلهن اذ يعرفن حدود امكانياتهن وقدراتهن ويعملن وفقها ويحققن النجاح دون حاجة الى سعي محموم وراء الموضة او تزويق الكلام بالفاظ اجنبية او ممارسة سلوكيات شاذة على المجتمع ليصبحن ( راقيات) في نظر المجتمع ، لأن المجتمع ذاته هو من يلمس الرقي في المرأة الحقيقية – من النوع 
الثالث-.