بغداد: جاسم العزاوي

 

كل الاماني بالتوفيق والنجاح لمنتخبنا الوطني وهو يحث الخطى للظفر بإحدى بطاقتي التأهل للأدوار النهائية لتصفيات كأس العالم المقبلة في قطر، مع دعوات صادقة من كل العراقيين الذين ستبقى افئدتهم معلقة تتأرجح مع دوران الكرة على اديم ملاعب البحرين التي ستحتضن مباريات منتخبنا الوطني في مشوار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا وكاس العالم قطر ٢٠٢٢ .

وبين الأماني والأمل هناك الكثير من العلل .. ودعاء عسى ان نجد بلسما لتجاوزها ولنيل احلام طال انتظارها.. لاجل تحقيق المبتغى لابد من الاقرار بواقع الحال اليوم، المتمثل بتباين حالة الاستقرار الفني والنفسي وحتى البدني للاعبينا ولابد لأي متابع لمسيرة منتخبنا وطريقة اعداده واستعداده من ان يرى بوضوح فجوات واضحة وربما فاضحة تحتاج الى الستر ! فالاخطاء الدفاعية الفردية وحتى كمنظومة بحاجة الى جهد وتنظيم يوازي حجم المهمة والمسؤولية الكبيرة التي سيتحملها اللاعبون المطالبون بتقديم اقصى الجهود للحد من الفراغات القاتلة التي تحدث بغفلة او ضعف تركيز او التهاون احيانا، اما بقية خطوط المنتخب فانها ايضا تعاني عدم الاستقرار الذهني لاسباب باتت معروفة للشارع الكروي .وبعيدا عن لغة التشاؤم فإننا ندرك ان المهمة المقبلة صعبة جدا وليست مثلما يتوقعها البعض سهلة او بروفة لمباراة ايران الحاسمة، لاسيما ان مباراتي كمبوديا وهونك كونك سنحتاج فيهما الى التركيز العالي ومحاولة الاستفادة من دقائق كل مباراة للدخول في اجوائها مبكرا لانها ستكون مفتاح التاهل اذا احسنا التعامل واحترمنا قدرات المنافسين الذين سيجتهدون وسيلعبون بروح مختلفة وجهد اكبر لاسيما ان كلا المنتخبين الكمبودي وهونك كونك قد شهدا تغييرات على مستوى اللاعبين او الكوادر التدريبية خلال الفترة الماضية بحثا عن نتائج ايجابية، وهنا نجد لزاما ان يطلع الملاك التدريبي لمنتخبنا ولاعبونا على اخر استعدادات ومباريات المنتخبات المنافسة ووضع الحلول المناسبة لها والتحسب لكل الظروف تجنبا للمفاجآت المزعجة..واعتقد بأن مباراتي طاجكستان والنيبال قد افادت منتخبنا كثيرا وايقظتنا من الغفلة وحالة الاسترخاء والنشوة بصدارة فرق المجموعة، قبل ان تدق ناقوس الحيطة والحذر والتهيؤ الجدي لمباغتة الخصوم بتشكيلة لا تختلف كثيرا عن تشكيل اخر مباراة لنا في التصفيات امام ايران التي جرت في الاردن، لما تضم من لاعبين اصحاب خبرة ومهارة وقدرة على التكيف مع اجواء المباريات الحاسمة..

في مثل هذه المباريات نحتاج الى طريقة لعب متوازنة والتقليل من الاخطاء القريبة من منطقة الجزاء وعدم الاندفاع غير المحسوب، والتركيز العالي عند نقل الكرة واتقان التسديد والمباغتة بدلا من محاولات قتل اللعب في المناطق الخلفية وتبادل الكرات ببطء وعشوائية، مثلما تحتاج مباريات كهذه الى اللعب بقتالية وحماس ورغبة واضحة في السيطرة والنجاح والاستفادة من الكرات الثابتة ومراقبة الخصم ومحاولة السيطرة على وسط الميدان ورغبة جامحة لتحقيق الفوز .

ومن جانب اخر كنا نامل ان تحظى مشاركة منتخبنا في التصفيات بتواجد اعلامي وصحفي مميز ليسهم في تحقيق النجاحات المنتظرة من خلال تقديم المعلومات واخبار المنتخب وتفاصيل الاجواء المحيطة بمشاركته، قبل ان يسهم في تقديم افكار وتصورات ونقل تفاصيل وصور استعدادات الخصوم لكي يعيش الجميع اجواء المباريات اسوة بالمنتخبات المشاركة.. 

أملنا كبير بأن يحافظ منتخبنا على صدارة فرق المجموعة والانتقال الى الأدوار النهائية للتصفيات وتحقيق تطلعات الجماهير الكروية بالتواجد في نهائيات كأس العالم المقبلة في قطر ٢٠٢٢ .