موج الدراجي.. متسلقة جبال تستعد لاعتلاء قمم كندا والأرجنتين

الرياضة 2021/06/08
...

 بغداد: سرور العلي 
موج الدراجي أول عراقية تتمكن من تسلق أعلى قمة جبلية في اقليم كردستان (جبل هلكورد)، في العام 2019 ورفع علم العراق عليها، تشير بطاقتها التعريفية الى انها مهندسة معمارية ومديرة مشاريع، وعضو في الاتحاد البريطاني الملكي للهندسة المعمارية.
 
وقد بدأت بالرياضة قبل ست سنوات تقريبا، وتقيم ما بين ( الامارات وكندا)،  وتعاملت مع الفكرة فقط لتحسين لياقتها والاعتناء بصحتها ، سرعان ما تطور الى شغف، وبالتالي أضحت متخصصة في رياضة تسلق الجبال والتسلق التقني الذي يعد من اصعب الرياضات، وقد تحدثت لـ”الصباح الرياضي عن تجربتها 
وعن آخر تحضيراتها واستعداداتها، قائلة: انها “ لا تزال تتدرب مع مدربها الخاص تحضيراً لتسلق اعلى قمة جبلية في كندا والارجنتين في اخر السنة، على أمل أن يتحسن وضع كورونا. بالإضافة الى رياضات الجري، الملاكمة، السباحة، ورفع الاثقال».
وتحلم هذا الفتاة بأن” تصبح لاعبة محترفة وان الطريق لازال طويلا امامها قبل ان تستطيع إطلاق كلمة محترفة على نفسها، لاسيما ان تسلق الجبال هي رياضة تقاس بالسنين والخبرة والقمم، والمحترفون في الدول الاجنبية لديهم خبرة لا تقل عن 20 سنة، او أكثر ليستطيعوا ان يطلقوا على أنفسهم محترفين”، مضيفة ان “ اختارت هذه الرياضة لأنها تتحدى النفس والعقل قبل الجسد، وان متسلقي الجبال يتمتعون بقوة نفسية جبارة تساعدهم في تخطي اسابيع او أشهر من العزلة التامة وقلة الاوكسجين والانهاك الجسدي».
وبشأن أبرز التحديات التي واجهتها. قالت: ان” المعوقات عادة ما تبدأ من المجتمع الذي لا يتقبل لهكذا افكار، او لعله يتصور ان قدرة جسد المرأة محدودة ولا تقوى على ذلك، فضلا عن محاولة التوفيق بين عملي في الهندسة وممارستي لرياضة التسلق «.
ومضت بالقول: ايماني بقدراتي وارادتي في التغلب على اي عائق، كانتا السبب الرئيس لخلق توازن نوعي بين دراستي، وبين هذه الرياضة التي تتطلب ساعتين من التدريب على الاقل يوميا، وأشهر من العزلة في الجبال للوصول الى قمة معينة، ولكم ان تتخيلوا الحلم او الهدف، والسعي باتجاه يجعل التعامل مع التحديات بصورة أسهل. 
واضافت ان “أسرتها وبعض الأصدقاء أبدوا بعض المعارضة الأولية خوفاً على سلامتها، بسبب عدم فهمهم للرياضة، لأنها غير معروفة في العراق والوطن العربي، وحتى هذه اللحظة لم تنتم الى اي ناد او اكاديمية، لكنها تخطط للانضمام قريبا الى جمعية متسلقي الجبال الكندية، وقد حال فيروس كورونا في ارجاء امتحان قبولها الخاص “ مشددة على “رغبتها الكبيرة في خوض الامتحان الذي يؤهلها كي تكون عضوا رسمياً في كندا واميركا وأوروبا بحيث يحق لها ممارسة هذه الرياضة في العالم».
وبشأن أبرز البطولات الاخرى التي شاركت بها أوضحت الدراجي انها “ خاضت بطولات جري مسافات طويلة مع شركات ومنظمات عالمية مثل (Reebok, Wadi Bih 70Km relay race)،  وسباقات الحواجز مع (Spartan race 20km, Desert warrior 22 km)  في حين لا توجد حاليا بطولات في رياضة تسلق الجبال، كونها تعد من الفعاليات غير الرسمية او غير المؤهلة لأي نوع من البطولات».
وكشفت الدراجي عن “ حصولها على ميداليات وشهادات تقديرية في سباقات الجري، وحققت عدة مراكز ما بين الثالث الى الثاني في فئتها العمرية، وحصلت على شهادات عديدة من قبل المنظمات المسؤولة عن تدوين متسلقي الجبال في النيبال، ماليزيا، الامارات وروسيا».
وترى ان “ واقع الرياضة النسوية في تقدم وتحسن ملحوظ من ناحية اقبال الشابات في العراق على ممارسة الرياضة، واستكشاف انواع جديدة غير معروفة في البلد، وان المجتمع النسوي في العراق ما زال امامه طريق طويل لتقبل الفكرة، ولكنه حاليا يخطو خطوات كبيرة ومدروسة في سبيل حصول المرأة على حقوقها، وحريتها في ممارسة العديد من الفعاليات والأنشطة».
وحثت الجميع على “ تشجيع النساء في العراق لممارسة الرياضة من دون الخوف من نظرة المجتمع، وتوفير الاماكن الآمنة لهن، وضرورة تسليط الضوء على انجازاتهن، لخلق بيئة نسائية رياضية تتحدى نظرة المجتمع»
وفي ختام حديثها مع “ الصباح الرياضي “ قللت من “ الانتقادات التي تطال الرياضة النسوية في العراق بسبب ان المجتمع الذكوري يفتقر للفهم الاساسي ولا يفرق بين الانتقاد والتجريح فضلا عن التطاول والاستهزاء، وهذا شيء معروف، لكنها تتجاهل هكذا آراء ما دامت تؤمن بفكرتها وتتمسك بحلمها «.