علي فائـز.. على الطريقة اليابانية!

الرياضة 2021/06/08
...

علي رياح  

 
 انشغلنا بنتيجة المسحة التي أجراها لاعبنا الدولي علي فائز لدى الوصول إلى البحرين، والتي كانت إيجابية للأسف الشديد . وقبل أن تظهر لنا نتيجة المسحة الثانية استنفرنا كل المفردات والعبارات التي تعبّر عن السخط وتلقي على الطرف المضيف لوما قد يبلغ حدود التآمر من أجل حرمان لاعبنا أو ربما لاعبينا – في قادم الأيام – لا سمح الله من جهودهم وحضورهم في هذه التصفيات!  .
لكن الذي مَرّت عليه مشاهد المطارات المختلفة في العالم وكيف تتحوط من تفشي جائحة كورونا واحتمالية انتقالها عبر المسافرين من مكان إلى آخر ، لا يبدي أي غرابة من أي إجراء تتخذه دول العالم خصوصا في الموانئ الجوية التي تعد نقطة الاختلاط الأولى بين شعوب المعمورة ..  
وحين تكون لدينا حالات فردية في موضع تتجمع فيه منتخبات محدودة كتصفيات كاس العالم في المنامة، فإن الأمر يهون كثيرا ولا يعدو كونه فاصلة قصيرة محدودة التأثير بالقياس إلى ما ينتظر الآلاف من رياضيي العالم والذين سيتوجهون إلى العاصمة اليابانية طوكيو بعد انتصاف شهر تموز المقبل للمشاركة في الدورة الأولمبية التي تأجلت عاما كاملا عن موعدها المقرر بسبب الوباء المهلك، ثم ستتبعهم موجة لاحقة من آلاف الرياضيين المشاركين في الدورة البارالمبية التي تليها!  .
اليابان تشهد منذ أشهر عديدة استنفارا عجيبا لم يسبق له مثيل لا على مستوى هذه الدولة المتطورة علميا وصحيا ولا حتى على مستوى العالم .. ففي اللحظة التي أكتب فيها مقالي هذا تكون (بلاد الشمس المشرقة) وهذا هو معنى كلمة يابان أو نبيون قد دخلت عميقا في حالة طوارئ قصوى من أجل كسر منحنيات الجائحة والعودة بأرقام الإصابات إلى أقصى مستويات متدنية ممكنة.  
ودعوني أحدثكم عن (عيّنة) فقط من الإجراءات التي ستتخذ منذ لحظة الوصول إلى العاصمة طوكيو.. على كل مشارك أن يحمل تقريرين متتاليين عن وضعه الصحي خلال آخر أسبوعين ثم قبل ثلاثة أيام من موعد السفر، وستنتظره في مطاري ناريتا وهانيدا إجراءات غاية في الصرامة.. وإذا نجح في اجتيازها ، فإنه سيذهب إلى الفندق المُؤمَّن الخاص به وبوفده حيث سيستحيل عليه الاختلاط إلا بأعضاء بعثته خلال التدريبات والمباريات!  .
ستصل إلى اليابان وستحلم في أن تتجول في شوارعها أو أسواقها مُحال .. ستسعى إلى أن تمارس قدرا من حياتك الإنسانية وأن تتناول وجبة طعام سريعة في مطعم قريب من الملعب أو الفندق  هذا يسمونه سابع المستحيلات .. لا اختلاط .. لا مصافحة .. لا تقارب .. سيطبق مبدأ الفقاعة الصحية على نحو فيه تزمت شديد، ولن يكون في وسعك أن تذهب إلى أي مكان في وسيلة نقل عامة خلال الأسبوعين الأولين من وجودك في طوكيو!  .
قائمة ممنوعات طويلة، هذا عدا الكشف اليومي الصحي عليك فضلا عن إجبارك على تحميل تطبيق مبتكر على الموبايل يرصد حالتك الصحية كل يوم، وإذا حاولت (الزوغان) من الدخول إلى التطبيق فسيكون مكانك خارج الدورة .. بل اليابان كلها!  .
تنتظر البشرية دورة أولمبية في منتهى الشدة ذهابا وإيابا وإقامة وحركة .. وسيكون الإجراء الذي طـُبّق على لاعبنا علي فائز في المنامة مجرد نزهة عابرة إذا قورن بالقوانين والإجراءات التي ستـُطبّق في اليابان!