وصلتنا رسالة من المواطن (محمد طارق شاكر) المصاب بمرض السكري منذ سنوات، يوضح فيها معاناته عند مراجعة المركز التخصصي للغدد الصماء في مستشفى الكندي، انشرها كما هي واضعها أمام المسؤولين، خاصة امام مفتشية وزارة الصحة علهم يجدون حلا له وللعديدين أمثاله، ممن يجدون التعب والمشقة نفسها عند المراجعة.
يقول شاكر: لم أشعر ان الله ابتلاني بمرض السكري الا بعد ان قررت مراجعة المركز التخصصي للغدد الصماء في مستشفى الكندي، بسبب ما وجدته من تعامل بعض المنتسبين غير الانساني مع المصابين بهذا المرض الذي قد يصنف بالخطير والمميت.
راجعت المستشفى المذكور في الاول في شهر اذار وقابلت طبيبا مختصا قليل الكلام، وكأنه لا يريد أن يسمع من المريض اي تفاصيل، طالبا مني اجراء بعض التحاليل مسجلا لي ادوية عند انتهاء الكشف، ولكن حينما خرجت لاستفسر من الصيدلية عن مكان صرف الادوية أبلغت بأن التحاليل توجد خارج المستشفى، فقلت في نفسي لماذا لم يخبرني الطبيب بذلك بدلا من الوقوف طويلا في طابور صيدلية المركز.
على اي حال، تلك المشكلات على الرغم من انها مزعجة، الا انها لم تترك اثرا كبيرا او ضررا صحيا.
الموعد الثاني للمراجعة كان يوم 25 ايار، ذهبت في هذا اليوم صباحا فوجدت المراجعين واقفين في الشارع امام مبنى المركز، واغلبهم من كبار السن وقسم منهم يفترش الارض جلوسا لعدم قدرته على الوقوف، بينما حضر البعض منهم قبل اكثر من ساعتين من الموعد، وحين استفسرت عن سبب وقوفهم بهذه الطريقة، قالوا هذه اوامر المدير، اذ تقرر فتح المركز الساعة 8 صباحا ولا يجوز ادخال المرضى قبل ذلك، فهرعت مسرعا لأتبين السبب من أحد المنتسبين الأمنيين الواقفين على حماية المبنى، فاجاب ان يوم امس (24 / 5 / 2021 ) حدث صياح من احد المراجعين، متذمرا عن سبب تأخير الطبيب المعالج، لذلك قرر المدير معاقبة جميع المرضى، بدءا من يوم امس، بعدم السماح لهم بالدخول الى مبنى المركز الا بعد الساعة 8 صباحا.
وانا واقف اتحدث مع المنتسب بدأت عمليات ادخال اصحاب المحسوبية واصدقاء العاملين في المركز، بعدها فتح المركز في الوقت الجديد، فبدأ التدافع من قبل المرضى ومرافقيهم لحجز مقعد الانتظار في المركز، من دون حساب لوباء كورونا الذي يأمرنا بالتباعد الاجتماعي.
وعند الدخول الى المركز استقبلنا عامل الخدمة الكبير بالسن بالصياح قائلا (اذا جايين على دواء او تحليل ارجعوا ماكو بس انسولين)، قطعت تذكرة المراجعة وذهبت لحجز وقت الدخول وتحملت الالم الذي في قدمي لأن عندي جرحا لا يمهلني الوقوف كثيرا.
وبعد انتظار طويل دخلت على الطبيب نفسه قليل الكلام ووجدت معه رجلا كبيرا، كان موعده قبل يوم مدعيا انه كان مريضا جدا ولم يستطع الحضور، وترجى الطبيب بان يعطيه موعدا قريبا او يقوم بفحصه فرفض الطبيب واعطاه موعدا بعد نحو شهرين.
خرج الرجل الكبير حزينا فسلمت الطبيب التحاليل وقرر ابدال دواء واحد من اثنين ولم يقل لي شيئا، خرجت لأبحث عن الدواء في الصيدليات من دون جدوى وبعد جهد 4 ساعات من البحث، قال اخر صيدلي ان هذا الدواء خاص بالدهون وهو غير متوفر بالصيدليات الاهلية، وان الموجود فقط مثيله التجاري، بيد ان سالني لماذا لم تتسلمه من المركز نفسه؟، فاخبرته ان الدواء خارجي فقال لي (ماطول كاتبه على التذكرة يعني تستلمه منهم)، فاخبرته اني اجهل هذه الامور لكوني قليل المراجعات الى المستشفيات الحكومية ومعتمدا على كلام عامل الخدمة.
جئت العصر ولم اجد الدواء نفسه، فذهبت في اليوم التالي الى صيدلية المركز فقالت لي الصيدلانية ان موعدك كان يوم امس، لذا عليك الذهاب الى الطبيب ليقوم باسترجاع امر الصرف، فسألتها وهل يجوز ذلك فقالت لي طبعا يجوز .
رجعت الى الطبيب وطلبت منه ذلك فرفض وقال لي ممنوع، فطلبت منه ان يغير الدواء حتى استطيع صرفه من الصيدليات الاهلية فرفض.
هذه باختصار رحلة معاناة مريض في احد مستشفيات الدولة، لذلك من هنا يناشد هذا المواطن المسكين، السادة المفتشين في وزارة الصحة معالجة الامر، وانقاذ مريض السكري من هذه العقوبات الجماعية الصادرة عن مديري المراكز الصحية، فضلا عن اتخاذ الاجراءات الصارمة بحق كل طبيب لا يتعامل بانسانية مع
المرضى.