مَعارض بدلاً من معرض

منصة 2021/06/09
...

قيس قاسم العجرش
معرض الكتاب سيفتح أبوابه مجدداً. قد نقول عنه إنه (ناجح)، أو قد يصفه البعض بـ(غيرالناجح). وستكون معايير التقييم مختلفة. في النهاية سيكون لدينا معرضٌ قد شهد زيارة مئات الآلاف. وبيع آلاف الكتب وعقد آلاف الساعات الأخرى من اللقاءات التي كلها، بمجملها ستكون سهماً مضافاً للحراك الثقافي (المُدعم اقتصادياً) الذي نفتقده.
بغداد المُتعبة من السياسة والحجر الصحي وإجراءاته منذ مطلع العام 2020، اليوم تتنفس مجدداً. لأنَّ الأنفاس التي تصعد وتنزل على منصّة الحوار الثقافي لا يمكن إلا أنْ تكون دفعة إيجابيَّة.
مرة أخرى، نتحدث عن الثقافة التي تقف اقتصادياً بذاتها..
أقول لا خسارة في المعارض من كل نوع. لن يفشل شيء يحاول أنْ يحرّك المياه الراكدة. سينجح من لحظة المضي بقرار عقده.
ولو كانت هناك معارض أخرى، للصناعات الغذائيَّة الأولية. أو الصناعات المباشرة التي تحدث فعلياً في مكانٍ ما من أسواقنا الداخليَّة، فستكون معارض ناجحة. لماذا الصناعة الغذائيَّة؟، لأنها أوّل منصّة ستشهد نشاطاً وحراكاً مع تراجع أنماط الاستهلاك المستورد، نتيجة ارتفاع سعر الصرف للعملة الأجنبيَّة (بصرف النظر عن أسباب الارتفاع).
تغيّر سعر الصرف، سيكون له ارتدادٌ على هذا النمط من الصناعة المحليَّة، الغذائيَّة تحديداً. والمعرض هو مكان تلتقي فيه المصالح والفرص قبل أنْ يكون منصّة استعراضيَّة.
ومثلما رأينا في معارض الكتاب السابقة، فرصاً تسويقيَّة، ومكاناً تتفق فيه دور النشر والكتّاب والمترجمون وأصحاب المكتبات، علاوة على كونها منفذاً للبيع، يمكن أنْ نرى في المعارض التخصصيَّة الأخرى وسيلة لتحريك العجلة الداخليَّة التي أصابها الصدأ.
اقتصادنا الداخلي يمكن له أنْ يخلق فرص العمل. فقط عليه أنْ يلاقي «فرصتين» بالحلال!. ولا يوجد أفضل من المعارض مكاناً لهذا.