الأوساط الصحفية والرياضية تنعى حيدر مدلول

الرياضة 2021/06/09
...

 بغداد: الصباح الرياضي
نعت وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية واتحاد الصحافة الرياضية والأندية والاوساط الرياضية امس الصحفي حيدر مدلول الذي وافاه الاجل بمرض عضال، عن عمر يناهز 52 عاما، والفقيد حيدر مدلول هو احد اعمدة الصحافة الرياضية في العراق فقد عمل لسنوات طويلة محررا رياضيا في جريدة المدى وكان رمزا للخلق الرفيع والمهنية العالية والتفاني في العمل الصحفي الرياضي.
غياب حيدر هو وجع بالغ العمق في وجداننا الصحفي فهذا الرجل المهني قلما يتكرر.
الصباح استطلعت اراء بعض من زملائه الذين واكبوا الفقيد في رحلته الصحفية الغنية، واذ تسجل الصباح هذه الشهادات فانها تقدم احر التعازي لاسرة الفقيد ولمحبيه وزملائه.
 
معان سامية
الزميل والصديق الحميم والأخ الذي لم تلده أمي ، حيدر مدلول، رحمه الله واسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان ، انا لله وانا اليه راجعون.
كان انسانا يتحلى بكل ما تحمله تلك المفردة من معان سامية، خلوقا طيبا محبا لفعل الخير، صاحب نخوة وضمير حي ، لم يتوان لحظة عن فعل الخير، يقدم خدماته للجميع من دون مقابل، يتنازل عن حقه دائما كي يرضي جميع الأطراف، عاشرته 11 عاما بحرها وبردها بظروفها الجميلة والحزينة، وكان الأقرب لقلبي كنت يوميا أوصله بطريق العودة من المدى الى منطقة الجادرية، وأحيانا اذا كان الجو ممطرا أوصله الى مفرق الدورة، كان مزاحه مؤدبا خجولا وكان دائم المزاح معي وآخرها قبل أن يسقط مغمى عليه بساعات قليلة عن طريق الماسنجر وكان يتحدث معي كل ساعة تقريبا ونتبادل الحديث الممتع والمضحك، لم أره يوما معصبا أو ممتعضا من شيء ما وان حصل ذلك فبمجرد ان احكي له نكتة يتغير كل شيء عنده ويعود الى وضعه الطبيعي، لي معه مواقف جميلة لا يمكن أن تمحى من الذاكرة، فهناك محطات عندما أمر بها في بغداد أتذكره مثل مطعم باجة الحاتي بالكرادة ومطعم راوندوز مجاور المدى كنا يوميا نفطر به صباحا ، ومكتبة الأخوين عماد وستار في شارع السعدون كنا نقضي فيها وقتا بشكل يومي، آه يا حيدر لقد أدميت قلوبنا برحيلك المفاجئ لكني مطمئن عليك لأنك عند رب رحيم هو أعلم بحالك وأحوالك وأفعالك الطيبة هي ما يقف معك ان شاء الله.. نم يا حيدر قرير العين فالقلب يحزن والعين تدمع وانا برحيلك لمحزونون .. 
طه كمر
 
عنوان للمهنية
زاملتُ الخلوقَ المرحوم (حيدر مدلول) منذ سنواتٍ طويلة.. عملنا سويةً في مؤسسة المدى، ومرت علينا الأفراح والأتراح فوجدت فيه العفة والاحترام والمهنية العالية وكبح جماح المشكلات بأسلوبه الهادئ وكلماته الرصينة النقية التي تعبر عن تربيته وثقافته ورصانة موقفه المعززة بدوام السؤال عن الزملاء الذين يعمل معهم وتواصله اليومي العطر، يستفسر عن أحوالهم ويتفقد أمورهم وكأنه الأب الحنون الذي يريد لأبنائه أن يكونوا بأفضل حال.
الزميل حيدر مدلول عنوانٌ للمهنية الحقة وطرح الأمور بصورة سلسة، يبتعد عن الشخصنة ويتطلع في عمله المهني للأفضل.. لا يكل ولا يمل، يعشق العمل في رحاب السلطة الرابعة بطريقة غير اعتيادية، رافعاً شعار عمله في المقام الأول، لذلك فالصحافة الرياضية خسرت قامة إعلامية باسقة من الممكن أن تكون مثالاً للشباب لانه امتلك جميع مقومات العمل الصحفي المهني..
زرتهُ في مشفاه في مدينة الحلة، وجدته في حالة خطرة وسط أهله الذين كانوا في قمة الامتعاض من الإهمال الذي أصابه من الذين أفنى حياته في خدمتهم طوال السنوات الطويلة من عمله الصحفي..
وإزاء الإجحاف الذي أصاب حيدر مدلول أتمنى أن تكون الرعاية أفضل من المؤسسات الإعلامية لجميع الزملاء الذين يعملون فيها؛ ولابد أن تحرك قضية إهمال الزميل حيدر مدلول الماء الراكد، فكلمات الرثاء بعد الممات كمن يزرع في ماء البحر،
فالزميل الخلوق حيدر مدلول عاش بهدوء ورحل بصمتٍ وكأنها تتويجٌ لحياته الهادئة النقية ونهاية رحلة من سمو الأخلاق وروعة الإبداع ودفء المشاعر وصدق العلاقات.. لم ينافق ولم يفضل مصلحته على مصالح رياضة الوطن... 
يوسف فعل
 
صدمة كبيرة
شكلت وفاة الصحفي القدير الزميل الأستاذ حيدر مدلول الحساني، صدمة كبيرة في الوسطين الصحفي والإعلامي، رحل النقي مدلول ملتحفاً بوشائج المحبة وعطر الثناء ودماثة الاخلاق والسيرة العطرة، هذا الانسان المفعم قلبه بالمحبّة والطيبة والتسامح والمجبول على الثقة في الناس وحسن النية والمساعدة ، ترجل بزهده لخطى الأقدار بعيداً عن زيف الدنيا وبهرجها الخادع، زاملت الراحل لسنوات عندما كنت مراسلاً لصحيفة المدى، ومن ثم مسؤولاً للقسم الرياضي في وكالة المدى وكان عنواناً للمهنية وشعلة وهاجة من العمل والتفاني، أبو كرار العزيز الذي غيبه الموت عنوة عنا كان أول من يقدم العون للآخر طواعية من تلقاء نفسه، لم تمنعه مفخخات الحروب ولا دناءة الإرهاب يوما عن الحضور لمقر عمله، رغم تجشمه عناء الطريق  وسكنه خارج العاصمة بغداد، منذ لحظة وفاته وكأن شريط الذكريات يمر أمامي، تارة يذكرني بضيافته وكرمه واستقباله الدافئ عندما كنت أزوره في مكتبه وتارة تحلق بي الصور في رحاب الدوحة أيام بطولة اسيا 2011 الذي تفوق فيها كثيراً على نفسه وكان يسهر الليل مع الأستاذ اياد الصالحي يكتبان رسالة البطولة، صوت مدلول لا يزال يجلجل صيوان اذني بصوته المميز وكان دائم الاتصال بي متفقداً احوالي واخباري بعد انتقالي الى العاصمة الايطالية روما، رحم الله أبا كرار والله نبكيك اليوم ألماً ونشكي لك سنين الذكريات والمواقف الانسانية التي تقاسمناها معاً .. لن ينفع النحيب على فقد الحبيب.. فأنت الآن بين يدي أرحم الراحمين.. رحمك الله يا حساني.. 
علي النعيمي