كاتانيتش سيعتمد الكتلة الدفاعية المتحركة والتحولات السريعة

الرياضة 2021/06/15
...

 تحليل: علي النعيمي 
ها قدْ وصلنا اليوم إلى المباراة الحاسمة التي تنتظرها الجماهير على احر من الجمر التي ستجمع منتخبنا الوطني ضد نظيره الايراني لحسم صدارة المجموعة الثالثة للتصفيات المزدوجة، وتحديد هوية الفريق الثاني الذي سيخضع الى حسبة خصم النقاط مع متذيل الترتيب في كل مجموعة، وبعيداً عن هذه السيناريوهات فان كتيبة أسود الرافدين ستلعب باحتمالي الفوز والتعادل لضمان المركز الاول ولكن في الوقت نفسه يدرك المدرب كاتانيتش جيداً انه يواجه نداً قوياً يتسلح بإمكانات لاعبيه الفردية في جميع المراكز ولديهم جودة مهارية وذكاء في تطبيق الأساليب الخططية وبالتالي فان التركيز وقوة الأداء وفهم الواجبات وتوزيع الجهد البدني في الأجواء الرطبة يجب ان تكون حاضرة خلال دقائق المواجهة .
أسلوب لعب إيران 
يميل مدرب ايران الكرواتي دراغان سكوسيتش الى نظام لعب 4 - 3-3  التقليدية مع الفرق التي تهاجم وتجيد الحيازة بينما يطبق نظامي 1-4-1-4 او 4 - 2 - 3 - 1 الذي يمنحه القدرة على اللعب غير المباشر والحيازة لتنفيذ وتطبيق ما يسمى “الهجوم التموضعي” ضد الفرق المتكتلة دفاعياً وعمل حالة الزيادة العددية المتكافئة لحظة “التمركز بين خطوط اللعب” في الثلث الهجومي وتطوير إيقاع الهجمة بعد مراحل التحضير والتأني في بناء وتدوير الكرة وتغيير اتجاه الهجمة لإيجاد خيارات اللعب والتمرير في المناطق الحيوية، لاسيما من قبل لاعبي الوسط احمد نور الهي بالرقم 15 المميز في إيجاد مساحة خلف مدافعي المنافس ولعبها بالمباشر الى المهاجم الخطير سردار ازمون بالرقم  20 المميز بضربات الرأس والتهديف بفضل انطلاقاته الخطيرة نحو المساحات خلف المدافعين الى جانب سعيد عزت اللهي بالرقم 6 دائم الحركة الى الامام والخلف وفي عرض الميدان والبارع في صناعة اللعب وتغيير مسار الهجمات بالإضافة الى التسديد او الرهان على سامان قدوس بالرقم 14 و قدرته الجيدة على الضغط على الخصم وتوفير الدعم للمهاجمين.
 
تقديم منطقة التحضير
خطورة المنتخب الأبيض تكمن دائما عندما يقدم منطقة التحضير ويرفع نقطة توزيع الكرات في عمق الفريق المنافس مابين 30 الى 35 ياردة عن مرمى منافسه، لاسيما امام المنتخبات التي تتراجع الى الخلف او تطبق تكتيكا دفاعيا صارما في زون منخفض وهنا يلجأ الى اعتماد اللامركزية في التحركات من دون الكرة في الثلث الهجومي بفعالية عالية وبإيقاع سريع، ولم نعد نستغرب عندما شاهدنا قلبي الدفاع محمد حسين كناني وصادق محرمي يتسلمان و يوزعان الكرات في هذه المنطقة تحديداً وتوزيع الكرات البينية في العمق او لعب الكرات المفتاحية خلف المدافعين او تدويرها بفضل تحركات علي جهان بخش بالرقم 7 مع الظهير الذي يميل الى القطع والجري نحو الداخل أو التحرك في العمق لاستلام الكرة بالتنسيق مع الظهير الأيمن محرمي بالرقم 2 لتوسيع جبهة التحضير والتناوب على استلام الكرات في طرفي الملعب وأيضا تبادل المراكز بين غول زادة  بالرقم 18 الجناح الايسر وتحوله الى جهة اليمين.
 
أميري وصافي
كذلك يجب الانتباه الى ميزة اخرى تصب لصالح الفريق الإيراني تتعلق بإجادتهم اللعب في أكثر من مركز وخير مثال على ذلك اللاعب وحيد أميري بالرقم 11 الذي يبدأ المباراة مدافع يسار سرعان ما يتحول الى طرف وسط  او خلف المهاجمين وفي الشوط الثاني يتحول الى مهاجم صريح، كذلك الحال مع احسان حاج صافي بالرقم 3 الذي يجيد اللعب في الطرف الايسر ويتحول الى لاعب ارتكاز في الوسط ويتمتع بالجري السريع بالكرة لدخول منطقة الجزاء وعمل التسديدات بساقه اليمنى، كذلك لدى المدرب دراغان أوراق خططية مميزة لحظة التبديلات في المباريات وكانت ذات قيمة عالية من الناحيتين الخططية والمهارية واسهمتا في تفعيل التكتيك الهجومي، ونشير هنا الى مشاركة اللاعبين قدوس وأنصار فرد ورضائي وترابي ومهدي قائدي في الشوط الثاني.
 
فلسفة كاتانيتش الدفاعية
سيلجأ مدربنا ستريشكو كاتانيتش الى التكتيك الدفاعي “الزون مع الرص العددي” وتطوير فلسفة البلوك الدفاعي او الكتلة الدفاعية المتحركة بانسيابية عالية باتجاه الكرة حيث مكانها وبعدها وقربها عن مرمانا واللعب بخمسة مدافعين وامامهم أربعة لاعبين (ارتكازان) صفاء هادي وامجد عطوان، بزون لا يتجاوز 30 ياردة عن مرمى الحارس جلال حسن لتعقيد خيارات اللعب الايرانية مع التغطية الدفاعية المصاحبة لحالات قطع مسار الكرة او إيقاف مرور حامل الكرة من الفريق الايراني قبل لاعبي الارتكاز ومنع الفريق المقابل والاقتراب من العمق الدفاعي او الزون 14 المقابلة لقوس الجزاء وحرمانه من لعب الكرات البينية التي تضرب قلبي الدفاع او بين المدافع والظهير او لعب التمريرات المفتاحية التي ينتظرها الثنائي ازمون وطارمي وتمكينهما من التهديف، كذلك لا بد من الانتباه الى ضرورة تفعيل التغطية العكسية للجهة المقابلة ( المنطقة العمياء) من قبل الظهير او لاعب الطرف اي التعويض من الامام الى الخلف، اخيراً من المتوقع ان يعتمد منتخبنا اللعب المباشر والتحولات السريعة بعد الحيازة او ما يسمى اللعب المباشر إلى الأمام كما حصل في مباراة ايران الاولى وتجريبيتي أوزبكستان السابقتين .