طهران: محمد صالح صدقيان
اليوم دخلت الجمهوريَّة الإسلامية في إيران فترة الصمت الانتخابي وسط ترقب من مفاجآت الساعات الاخيرة، التي كان ابرزها انسحاب مرشحين هما محسن مهر علي زادة، وعلي رضا زاكاني من هذه الانتخابات، لزيادة فرصة وصول الانسب لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة، وبينما تستعد البلاد غدا لانتخاب رئيس جديد خلفا للرئيس الحالي حسن روحاني، كشف رئيس لجنة الانتخابات في ايران، إسماعيل موسوي، عن موعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية.
وقال موسوي: إنَّ من المتوقع الإعلان عن نتيجة الانتخابات الرئاسية في البلاد قبل ظهر السبت. وأوضح موسوي "لقد كنا في لجنة الانتخابات سابقا نتسلم تقارير المراكز الانتخابية التي كانت في صلة مباشرة مع وزارة الداخلية ودوائر المحافظات والنواحي، ومن ثم نصل إلى حصيلة نهائية مع مجلس صيانة الدستور بشأن الاعداد الواردة من المراكز الانتخابية".
وتابع، "أما في هذه الدورة من الانتخابات فإنَّ نتائج المراكز الانتخابية ترسل بالتزامن إلى وزارة الداخلية ومجلس صيانة الدستور وبالتالي يمكننا الوصول بصورة أسرع إلى حصيلة ونتيجة نهائية".
وبدأت الحملات الدعائية من 28 أيار الماضي وأقفلت امس الاربعاء، لتتم عملية الاقتراع غدا الجمعة.
وتتزامن الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستجرى الجمعة، مع الانتخابات النصفية لمجلس خبراء القيادة وانتخابات المجالس البلدية والقروية والعشائرية.
إلى ذلك، أعلن المرشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية، محسن مهر علي زادة، انسحابه من هذه الانتخابات.
هذا ويمكن لانسحاب علي زادة، الذي ينتمي إلى التيار الإصلاحي، أن يصب في صالح المرشح المعتدل، عبد الناصر همتي، محافظ البنك المركزي السابق في عهد الرئيس الحالي، حسن روحاني.
كما أنه لم يحصل أي من علي زادة أو همتي على دعم المجمع العام للتيار الإصلاحي، حيث أطلق ناشطون إصلاحيون حملة تدعو الرئيس الأسبق، محمد خاتمي، زعيم التيار الإصلاحي، إلى دعم المرشح عبد الناصر همتي.
وأعلن 12 حزبا إصلاحيا دعمهم بشكل مستقل للمرشح عبد الناصر همتي، وهي خطوة من شانها أن تزيد حظوظه في الفوز بالانتخابات.
وبعد ساعات من إعلان محسن مهر علي زادة انسحابه، أصدر 210 نواب في البرلمان بيانا دعوا فيه مرشحي "قوى الثورة" إلى الانسحاب من الانتخابات لصالح المرشح، إبراهيم رئيسي. وهي دعوة للمرشحين المحافظين الأربعة، سعيد جليلي، ومحسن رضائي، وعلي رضا زاكاني، وأمير حسين قاضي زادة هاشمي، للانسحاب، كي لا تنقسم أصوات الناخبين بينهم، وهو ما قد يصب لصالح المرشح عبد الناصر همتي.
وذكر البيان أنَّ حظوظ المرشح إبراهيم رئيسي تصاعدت مؤخراً، وأن دعم بقية المرشحين له سيمهد لمشاركة واسعة في الانتخابات، ويمكن أن يكون أول خطوة تجاه تشكيل حكومة قوية.
كما أعلن المرشح الرئاسي المحافظ، علي رضا زاكاني، انسحابه من الانتخابات.
وقال زاكاني: "بناء على الإقبال الواسع الذي يشهده السيد إبراهيم رئيسي، لذا أراه الأصلح في الانتخابات، وسوف أصوت له، وآمل بتحقيق إصلاحات أساسية في البلاد عبر انتخابه لمنصب الرئاسة".
وبعيدا عن اجواء الانتخاب، دعا رئيس الجمهورية الإيراني حسن روحاني إلى "توثيق ونشر جرائم الحرب الاقتصادية والجرائم ضد الإنسانية، التي مارستها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بحق الشعب الإيراني".
وفي تصريح خلال اجتماع "لجنة التنسيق الاقتصادي" التابعة للحكومة، قال روحاني: "المتعارف عليه هو تنبيه الرأي العام الدولي إلى آثار المجازر ضد الإنسانية التي تحدث خلال الحروب والمواجهات العسكرية، لكن ينبغي أيضا التركيز على نتائج الحظر والحرب الاقتصادية باعتبارها جريمة صامتة ضد الإنسانية، وتوثيقها لكي يعرف العالم أجمع بحجم هذه الانتهاكات".
من جانبه، توجه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة إلى حلف الناتو ومجموعة الدول السبع، قائلا: "بدلا من إلقاء المحاضرات على الآخرين، التزموا بالقانون الدولي".
وقال زادة في تغريدة عبر "تويتر": إنه "نظرا لسجل كارثي في منطقتنا، ليس لدى حلف الناتو ومجموعة الدول السبع مكانة عالية للوعظ، خصوصا إيران التي تشكل مرساة للسلام والأمن في المنطقة".
واعتبر أنَّ "مساواة المظلومين والمفسدين تدل فقط على نهج معيب ومسيّس".